التلال: مركز للقاءات بجوٍّ عائلي

يقع مركز التلال في ريف قضاء جبيل، في منطقة معاد. وقد بدأ العمل على تأسيسه في سنة 2002، بدعم عددٍ كبيرٍ من الأشخاص الذين ساعدوا بحماسٍ من أجل أن يكون مركز تنمية إنسانية وروحية لكثيرين. وفي عام 2004، فتح مركز التلال أبوابه، ومذّاك، استقبل آلالف الزائرين الذين استفادوا من خدماته.

بعد سنوات قليلة من وصولنا إلى لبنان، شجّعنا المونسنيور خافيير إتشيفاريا، الأب الحبري آنذاك، على البحث عن أرضٍ لإنشاء مركز للقاءات والمؤتمرات يهدف إلى نشر الجوّ العائلي الذي تعمل على تحقيقه منطقة الخدمات في خلال النشاطات التي يتمّ تنظيمها فيه. فالرياضات الروحية واللقاءات كانت تتمّ في أحد الفنادق الصغيرة ولكنّه كان صعبًا نقل جوّ العائلة وروح الخدمة من خلاله.

وقد حوّلنا نزهاتنا في نهاية الأسبوع إلى رحلات بحثٍ عن بيت أو أرضٍ تفيدنا لهذا الغرض. كنّا نبحث عن موقعٍ قريبٍ، لا يعلو كثيرًا عن سطح البحر، لكيما يُستخدَم على مدار السنة، حتّى في خلال فصل الشتاء. ولا بدّ من أن تكون الأرض واسعةً من أجل أن تسَعَ مركز اللقاءات والمؤتمرات ومنطقة الخدمات. ووفق هذه النظرة، بدأنا عمليّة البحث عن الموقع الملائم.

مشهد غروب الشمس من موقع التلال

أخيرًا، وجدنا أرضًا في منطقة معاد في قضاء جبيل، بيبلوس. وبدأت عمليات الحفر والبناء في عام 2002 وامتدّت طوال سنتين ممتلئتين بالأحداث والمفاجآت. في عام 2004، فتح المركز أبوابه إذ تمّ تأهيل قسمًا أوّلًا فيه، في حين تستمرّ الأعمال في الأقسام الباقية وفق عملية جمع الأموال اللازمة لإنهاء الورشة.

وكان مبهرًا عمل الأشخاص في منطقة الخدمات التي تهتمّ بمركز اللقاءات والمحاضرات. فبالرغم من شحّ الموارد وعدم توفّر الأدوات اللازمة، عملوا على توفير أفضل خدمة للحاضرين في المركز، محافظين على جوّ العائلة الذي تتميّز به مراكزنا.

يا سيدة لبنان، إحمي أولادك! تشفّعي بآلاف النفوس التي ستزور التلال. +خافيير 9-4-2004

وإنّه لأمرٌ مهمٌّ أن يكون هذا المشروع مستدامًا ماليًّا على المدى الطويل وأن يصبح مركز تدريبٍ مهنيّ يساهم بخلق فرص عملٍ لسكان المنطقة، بحسب الذهنية العلمانية التي علّمناها القدّيس خوسيماريا إسكريفا. وبالتالي، تحوّل المركز، من خلال أنشطته، إلى قوّة فاعلة في تعزيز دور العائلة كعنصرٍ مغيّرٍ في المجتمع اللبناني من خلال عيش القيم الإنسانية والمسيحية.

وتُقام أيضًا في مركز التلال لقاءات دولية تجمع أفرادًا من بلدان متعدّدة وتطبع فيهم محبّة لبنان وانفتاحًا كبيرًا على الحضارة الشرقية وتقاليدها. وفي هذا الإطار، تصلنا كلّ سنة رسائل كثيرة من الأقطار الأربعة شاكرة الفرصة التي يتيحها المركز للتعرّف على لبنان.

الكنيسة

يستقبل مركز التلال اليوم عددًا متزايدًا من الزائرين في خلال العام. وعلى الرغم من الأزمة الإقتصادية التي يختبرها لبنان حاليًا، وبفضل النشاطات التي ينظّمها مع المغتربين والأجانب، استطاع المركز أن يحقّق هدفين أساسيين: خلق جوّ عائلي يسمح بالإلتقاء بالله وفسح مجالٍ للتدريب المهني للسيدات في المنطقة من أجل تعزيز التراث اللبناني لأهميته في تاريخ الكنيسة المحلية والجامعة.