لقد استهلّينا شهر تشرين الثاني بالاحتفال بعيد جميع القديسين، وفي اليوم الثاني، بتذكار جميع الموتى المؤمنين. تُذكّرنا هذه الأيام بأنّ رجاءنا هو في السموات (راجع كول 1، 5)، وهذا الرجاء ينير مسيرتنا في هذا العالم الذي فيه نعيش والذي في يوم من الأيام سيصير "سَمَواتٍ جَديدَةً وَأرْضًا جَديدَةً" (رسالة بطرس الثانية 3، 13). كما تُذكّرنا بأنّ أعمالنا وانشغالاتنا اليومية تكتسب معنًى أعمق وتتّخذ بُعدًا أبديًّا، مثلما يؤكّد القدّيس خوسيماريا، إذا ما اقترنت بحُبّ الله وحبّ الآخرين.
ويكتمل رجاؤنا وعزاؤنا بحقيقة شركة القديسين. أفلا تزيد شجاعتنا متى عرفنا أنّنا لسنا وحدنا، بل أنّنا جميعنا جسدًا واحدًا في المسيح يسوع! فنحن نبني الكنيسة ونبني الـ"عمل" تحديدًا أينما كنّا: جميعنا واحدًا في آنٍ واحدٍ أينما كنّا، ندعم بعضنا البعض! وفي هذا الإطار، أطلب منكم بشكل خاصّ أن تصلّوا من أجل الشمامسة الأربعة والثلاثين الذين سيموا أمسًا في روما شمامسة جددًا للحبرية.
روما، في 4 تشرين الثاني 2018