ألكاردينال رويني (Ruini) : ثمرة رسالة "عمل الله" تبقى داخل الكنائس المحلّيّة.

نظّمت جامعة الصّليب المقدّس الحبريّة، في روما، نهار دراسة، بمناسبة الذّكرى الخامسة والعشرين لرفع "عمل الله"، إلى حبريّة شخصيّة. شارك فيها أخصّائيّون كثُر، منهم النّائب البابويّ عن أبرشيّة روما، وحبر "عمل الله".

ج.م. سان ميليّان وج.م. فرنانديس كريووات

لقد أقيم نهار دراسة، بمناسبة الذّكرى الخامسة والعشرين لرفع "عمل الله" إلى حبريّة، وذلك في قاعة المحاضرات الجديدة، "يوحنّا بولس الثّاني"، في جامعة الصّليب المقدّس الحبريّة.

بعد ربع قرن على صدور الدّستور الرّسوليّ “Ut sit” ، ألّذي ينشئ بموجبه يوحنّا بولس الثّاني حبريّة "عمل الله"، إجتمع خبراء مختلفون وشخصيّات كنسيّة، ليعمّقوا المعنى اللاّهوتيّ والقانونيّ لأوّل حبريّة شخصيّة.

إنّ هيكليّة الحبريّات الشّخصيّة هي ابتكار المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، بهدف تعزيز الدّيناميكيّة التّبشيريّة في الكنيسة.

أشار الكاردينال رويني (Ruini) إلى أهمّيّة عمل المرافقة الرّوحيّة، وإلى وسائل التّنشئة المعتمدة من قِبل الحبريّة، "المخصّصة لإنارة السّعي إلى القداسة وممارسة الرّسالة".

ألصّفة "شخصيّة" تتضمّن أنّ سلطة الحبر لا تتطبّق على مساحة معيّنة، بل على مؤمنين ينتمون إلى أبرشيّات مختلفة، مَن، نظرًا لظروفهم الشّخصيّة، يحتاجون إلى رعاية رعويّة خاصّة. هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى الأبرشيّة الّتي يعيشون فيها كما وإلى الحبريّة الخاصّة.

ألكردينال كاميلّو رويني (Camillo Ruini)، نائب البابا العامّ عن أبرشيّة روما، بدأ مداخلته بكلمات امتنان لحبريّة "عمل الله"، "عن الخدمة الّتي تقوم بها لصالح أبرشيّات العالم كلّه، وبخاصّة في مدينة روما"، ليس فقط بواسطة المسؤوليّات الّتي يحقّقها بعض الكهنة في الرّعايا أو في خدمات أبرشيّات أخرى، إنّما خصوصًا من أجل تمسّكها بتحفيز القداسة والرّسالة : حول هذا الموضوع، لقد تكلّم "عن الخدمة الرّعويّة على أنّها الأكثر تحديدًا والأكثر مباشرة لـ"عمل الله" في الأبرشيّات".

الكاردينال رويني

في هذا الإطار، أشار إلى أهميّة عمل التّوجيه الرّوحيّ، ووسائل التّنشئة الموزّعة من قِبل الحبريّة، "المخصّصة لتنوير البحث عن القداسة وممارسة الرّسالة من قِبل العلمانيّين، عبر عملهم الخاصّ، والظّروف الشّخصيّة لكلّ فرد".

ألكاردينال جوليان هيرّنز

ألكاردينال جوليان هيرّنز (Julian Herranz)، ألرّئيس الشّهير للهيئة الحبريّة، فيما يعود للنّصوص التّشريعيّة، تكلّم عن الأعمال التّحضيريّة للدّستور الرّسوليّ “Ut sit”.

فقد أعلن الكردينال أنّ تطوّر إنشاء البراءة البابويّة يدلّ "على العمق والرّوح الجماعيّة اللّتين كان بهما يتتبّع يوحنّا بولس الثّاني، ويدير عمل جمعيّة الأساقفة". حصريًّا، 2084 أسقفًا من 34 بلدًا كانوا قد استُشيروا.

حبر 'عمل الله' ألمونسنيور خافيير إتشِفاريّا

حبر "عمل الله" ألمونسنيور خافيير إتشِفاريّا (Xavier Echevarria)، أوضح أنّ الصّيغة القانونيّة للحبريّة الشّخصيّة هي تلك الّتي تتناسب بطريقة أفضل مع الواقع الرّعويّ، ألأمر الّذي كان قد "استشرفه" القدّيس خوسيماريّا، في 2 تشرين الأوّل 1928 (تاريخ تأسيس "عمل الله" : مؤسّسة "مؤلّفة من مسيحيّين عاديّين"، ملتزمين في عمل نشر القناعة، في كلّ مكان، أنّ "الإيمان يستطيع ويجب أن يروي من الدّاخل كلّ الوجود البشريّ، مع كلّ الوقائع الّتي يتألّف منها : بالدّرجة الأولى متطلّبات العمل المهنيّ وعمومًا، ألحياة العائليّة والاجتماعيّة".

هكذا، تحاول الحبريّة أن تعالج "الطّلاق بين الإيمان والوجود المحسوس، ألمصنوع من عمل واهتمامات أرضيّة".

"ألتّنشئة – قال الحبر أيضًا – هي المهمّة الّتي تختصر كامل مهمّة "عمل الله"، بطريقة أنّ الأشخاص الّذين يتقرّبون من الحبريّة "يستطيعون العمل بحسّ مسيحيّ في حياتهم المهنيّة، العائليّة والاجتماعيّة، وبضمير مدرّب كفاية، يكونون بوضع يخوّلهم القرار الحرّ فيما يخصّ خياراتهم الخاصّة".

ألأستاذ غيزاب دَالاّ تورِّه (Guiseppe Dalla Torre)، رئيس جامعة (Libera Universita Maria Ss. Assunta) LUMSA حلّل مختلف الإقرارات بالحقوق المدنيّة، الخاصّة بحبريّة "عمل الله".

فقد أنتجت الحبريّة نوعًا من التّجديد في الحقل القانونيّ، لكن بالوقت عينه، نظرًا للإعتراف المدنيّ بالحبريّة، أوجدت أيضًا واقعًا جديدًا في الأنظمة القضائيّة المدنيّة.

ألمونسنيور فرنندو أوكاريز (Fernando Ocariz)، ألنّائب العامّ لـ "عمل الله"، تكلّم عن الرّسالة لغير المسيحيّين (ad fidem) وعن الحركة المسكونيّة الّتي تسعى الحبريّة إلى تطويرها، إن على الصّعيد المؤسّساتي أو على الصّعيد الشّخصيّ، في حياة كلّ عضو.

"مع التّنشئة المستمرّة الّتي يتلقّونها، يستطيع أعضاء "عمل الله" أن يحقّقوا ما يمكننا تسميته مسكونيّة شخصيّة"، تُمارس في علاقاتهم العائليّة، المهنيّة والاجتماعيّة.

أشار المونسنيور أوكاريز (Ocariz) إلى أنّ بالحوار مع غير المسيحيّين أو بالحوار المسكونيّ، ألدّافع الأساسيّ ليس عطشًا للتّثبيت الشّخصيّ أو لفرض قناعات خاصّة، إنّما هو المحبّة المسيحيّة، ألحبّ الصّادق لجميع النّفوس، الّتي يرغبون في نقل كنز الإيمان الّذي لا يقدّر بثمن إليها، بيسوع المسيح، أو ملء هذا الإيمان".

ألأستاذ بول أوشالاّغان (Paul O’challagan) عميد كليّة اللاّهوت، في جامعة الصّليب المقدّس الحبريّة، قال إنّ "خاصّيّة "عمل الله"، بالعلاقة مع التّعليم المجمعيّ، ليس بجدّيّة رسالتها، بل بواقع أنّ "العمل" تجهد في تطبيق رسالة الكنيسة، وفي تحفيز تطبيقها العلميّ".

مع دستور الحبريّة، "لم نعد نسعى لتقديم تعميق نظريّ للرّسالة المجمعيّة، ولا لإضافة عناصر جديدة، بل لوضعها حيّذ التّنفيذ".

تلاميذ وأساتذة من الجامعة يتابعون عبر الشّاشة مداخلات المحاضرين في القاعة .

وتابع : "إنّ رسالة الحبريّة تتطابق بكلّ بساطة مع تلك الخاصّة بالكنيسة ؛ أعضاؤها لا يبدّلون شيئًا : إنّهم يعملون. ليس لـ "عمل الله" عقيدة خاصّة ولاهوتًا شخصيًّا. هي تريد أن تكون جزءًا صغيرًا من الكنيسة وحسب".

ألأستاذ إدواردو بورا (Edwardo Baura)، منسّق نهار الدّراسة، شرح أنّه "رغم بعض الإرتباكات الأساسيّة، بخاصّة المتعلّقة بموضوع التّنسيق الرّعويّ مع الأبرشيّات، إتّضح أنّ قرار خلق الحبريّات الشّخصيّة كان مناسبًا بهذه الأبرشيّات عينها".

بعد ربع قرن، "تدلّ خبرة الحبريّة الشّخصيّة الأولى أنّ هذه الهيكليّة يمكن أن تكون مفيدة جدًّا لمواجهة بعض الحاجات الرّعويّة الآنيّة، الخاصّة بمجتمع مطبوع – بين أمور أخرى – بتحرّك الأشخاص وتنوّع الثّقافات.

ثمّ عرض الأستاذ بورا (Baura) أيضًا واقع أنّ إنشاء الحبريّة دلّ على "الصّمود العلنيّ لقسم التّراتبيّة في السّلطة في الشأن الرّعويّ، ألّذي أُوجِد بهذه الطّريقة". فالبفعل، هو البابا من يسمّي الحبر، ألّذي، كما وكلّ الأساقفة المسؤولين، عليه أن يؤدّي حسابًا إلى جمعيّة الأساقفة أو إلى مجمع عقيدة الإيمان.