يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني: باباوان قديسان... وقديسين مريميين

بعض الكلمات من الأب الحبري للـ"أوبس داي" - (عمل الله)، المطران خافيير إتشيفاريا، حول تقديس يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني، "كاهنان ذوي قلوب كبيرة، مع حب كبير ومشتعل لله ولجميع الرجال والنساء".

Juan Pablo II y Juan XXIII.

من المطران ٢٤ نيسان ٢٠١٤

تقديس يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني هو حدث عظيم للكنيسة وبارقة أمل للعالم، لأنه حيث تزدهر القداسة، الكلمة الأخيرة لا تكون لأزمات هذا العالم.

توفر القداسة أساساً متيناً لبناء المستقبل. في ايماننا، وبشكل خاص في القديسين، نجد جواباً لأعمق مشاكل البشرية والمجتمع، غالبا ما يكون نتيجة بعدها عن الله.

علينا أن نشكر الرب على رؤية هذا المشهد، أنه خلال العقود الأخيرة (عندما قيل الكتير عن "الأزمات" في الاقتصاد والثقافة والسياسة والمجتمع والدين)، كانت الكنيسة تسير وعلى رأسها قديسين. في 27 نيسان، تم تقديس، اثنين من الأحبار الثلاثة من تلك السنوات (يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني) ومسار تطويب البابا الثالث (بولس السادس) هو الآن في مرحلة متقدمة.

Juan XXIII, en su visita al Santuario de Loreto.

يوحنا الـ23 هو، قبل كل شيء، البابا الذي إستدعى المجمع الفاتيكاني الثاني. لقد قاد الكنيسة كخليف للقديس بطرس، بيد حازمة وأبوية، نحوهذه التجربة الايمانية غير العادية والتجديد الشخصي والجماعي. سعى المجمع إلى التحدث إلى قلوب الرجال والنساء في عالم اليوم، وقد ساعدالبابا رونكالي في وضع الدعوة إلى القداسة في صميم الحياة المسيحية. يمكننا أن نطلب شفاعته اليوم لنتوسل إلى الله أن يتخذ جميع الرجالوالنساء بعمق قلوبهم هذه الحقيقة التي أعلنها المجمع الفاتيكاني الثاني: القداسة هي لجميع المسيحيين، وليست هدفا لقلة مختارة من الناس.

وبالنسبة للبشرية جمعاء، فإن يوحنا الثالث والعشرون هو أيضا بابا السلام، لأنه خلال لحظة تاريخية متوترة جدا لم يتردد أبداً، على غرارمن سبقوه، بأن يفعل كل ما هو ممكن لمنع الحرب، وذلك باستخدام السلطة الأخلاقية والدينية التي يملكها لتضع الشروط الأساسية من أجل السلام ومن أجل الحفاظ على كرامة الشخص البشري.

كان يوحنا بولس الثاني كاهنا غارقاً في حب الله وبحب البشر الذين خلقوا على صورة الله في المسيح. مستنداً على هذه المحبة، دعا الكنيسة جمعاء إلى "التبشير الجديد بالإنجيل"، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية دور العلمانيين في هذه المهمة لجعل الله حاضراً في حياة الشعوب والأمم. خلال سنوات توليه البابوية تم إعطاؤنا مفهوماً جديداً لننظر بعمق إلى خير الله ورحمته. كلماته وتصرفاته، كتاباته، وتضحياته وبذل نفسه للغير (سواء عندما كان في صحة جيدة أو خلال مرضه) كانت الأدوات التي يستخدمها الروح القدس ليقود العديد من الناس إلى مصادرالنعمة، وليشجع الآلاف من الشباب ليقولوا "نعم " لدعوة المسيح لهم إلى الكهنوت والحياة الدينية والزواج والعزوبية الرسولية.

Juan Pablo II ante la Virgen de Fátima

البابا البولندي قادنا من الألفية الثانية إلى الثالثة، وترك وراءه إرثاً غنيا حول كرامة الشخص البشري، وقيمة الحياة البشرية والعائلة، خدمةالفقراء والمحتاجين، حقوق العمال، حب الإنسان وكرامة المرأة، وحول الكثير من الجوانب الأخرى المصيرية لتعزيز حياة الكرامة الإنسانية.

كتاباته وكلماته تزودنا بمجموعة من التعاليم مع إمكانات هائلة للمستقبل. أنا شخصيا مقتنع بأن رسالته الاجتماعية والإنسانية (النابعة منعلاقته و تجاوبه الروحي العميق مع الله) سوف تصبح مهمة أكثر وأكثر مع مرور السنين.

تقديس هذين الراعيين العظيمين يقع قبل بضعة أيام من شهر ايار، شهر مريم. هذه هي الميزة التي تجمع بين القديسين الجديدين: حبهم العميقللسيدة العذراء. وأشار يوحنا الثالث والعشرون في كثير من الأحيان إلى "الأمومة العالمية" للعذراء. مريم هي "الوالدة المشتركة لجميعالرجال والنساء، والإخوة والأخوات في المسيح، الابن البكر" (١٢ تشرين الأول ١٩٦١). في يوحنا بولس الثاني، الوعي إلى قرب مريموشفاعة أمنا اشتعل بقوة في مسيرته الروحية والبشرية، وقد دعا إلى اكتشاف "البعد المريمي" في حياة كل تلاميذ المسيح. البنوة لسيدتنا، كما قال، هي "هدية اعطانا اياها المسيح نفسه شخصيا لكل شخص منا" (انظر Redemptoris Mater، رقم ٤٥).

لسيدتنا العذراء مكانة مهمة في الحياة الروحية لكل المؤمنين، وأيضاً في بناء الكنيسة الجمعاء. وبالتالي، مع التقديس يوم الاحد، أود أن اقتبس هذه الكلمات من القديس خوسيماريا اسكريفا: "من الصعب أن يكون لدينا إخلاص ووفاء لسيدتنا العذراء من دون أن نشعر بهذا القرب من بقية أعضاء الجسد السري وبإتحاد مع رأسه الظاهر، البابا. لهذا السبب أود أن اكرر: كلنا مع بطرس نذهب إلى يسوع من خلال مريم." (عندما يمر المسيح، رقم ١٣٩). إنه لفرح كبير أن يكون البابا فرنسيس، وهو أيضاً بابا مريمي بعمق، هو الذي قرر المضي قدما فيهذا التقديس. ثلاثتهم قد اظهروا لنا أن المحبة ليست فضيلة إنسانية فحسب، ولكنها تعني أيضاً تعريف رجال ونساء اخرين على المسيح، وهو ما فعلته مريم في خدمة البشرية جمعاء.

قريباً سنعتاد على الإشارة إلى هذين الراعيين بإسم قديس: القديس يوحنا الثالث والعشرين والقديس يوحنا بولس الثاني. بتقديسهما، يساعدنا البابا فرنسيس، ممثل المسيح، لنرى في انجيلو رونكالي وكارول فويتيلا شخصين قديسين قبل أي شيء آخر، وهذا هو الهدف الأساسي لحياة كل رجل وامرأة.

القديس يوحنا 23 والقديس يوحنا بولس الثاني كانا كاهنين ذوي قلب محبّ جداً، مشتعل بالحب لله ولكل البشر. قديسان متحدان بالحب الذي يكنانه لمريم، والدة الإله ووالدتنا.

+ خافيير إتشيفاريا

اسقف الأوبوس داي - عمل الله