القدّيس خوسيماريا في الخليج العربي

بدأ كهنة الـ"أوبس داي" يتوجهون إلى دبي منذ العام 2009 للإهتمام بالحاجات الروحيّة لمؤمني الحبرية ومعاونيها الساكنين هناك ولأصدقائهم وعائلاتهم وكلّ الذين يريدون المشاركة بالنشاطات الروحيّة. وفي العام 2015، توسّعت هذه النشاطات إلى دولة قطر أيضًا.

يعيش في الإمارات العربية المتّحدة، منذ سنوات عدّة، مؤمنون ومعاونون لحبرية "عمل الله" من الأقطار الأربعة. وإذ ازداد عددهم سنة بعد سنة، بدأ كهنة الحبرية، منذ عام ٢٠٠٩، يحطّون في دبيّ في خلال سفرهم من الهند أو من كينيا، من أجل الاهتمام بالحاجات الروحية للأشخاص الذين يعيشون في المنطقة.

وقد احتُفل بالذكرى الليتورجية لعيد القدّيس خوسيماريا للمرّة الأولى في حزيران/يونيو ٢٠٠٩، في إمارة دبيّ في رعية مار فرنسيس في مدينة جبل علي. احتفل آنذاك بالقدّاس الإلهي الأب ـ المتوفّى ـ آلبير بامبيون الذي مرّ بدبيّ في طريقه إلى نايروبي. ولكَم كانت المفاجئة كبيرة حينما شارك في القدّاس ستّون شخصًا، علمًا أنّ لا مقرّ للحبرية في دبي بعد إلى اليوم.

ويسعى مؤمنو الحبرية (Surnumeraires) ومعاونوها الذين يعيشون في هذا البلد إلى تنظيم بعض من وسائل التنشئة المسيحية. ومنذ عام ٢٠١٢، بدأت زيارات الكهنة تصبح أكثر تواترًا وثباتًا، ما أتاح الفرصة لتنظيم بعض الرياضات الروحية للنساء وأخرى للرجال، بالإضافة إلى لقاءات شهرية يديرها كاهن وتدوم لبضع ساعات من أجل الصلاة، وهي مفتوحة للجميع.

وقد بلغت هذه النشاطات الروحية، منذ حزيران/يونيو ٢٠١٥، دولة قطر حيث تُنظّم اللقاءات كلّ ثلاثة أشهر في كنيسة سيّدة الوردية في العاصمة الدوحة. وأفاد الأب فرّان كانيت الذي يسافر من لبنان منذ بضع سنوات ليهتمّ بالإرشاد الروحي: "تكلّمنا مع المسؤولين عن الكنيسة في المنطقة (في شمال وجنوب الجزيرة العربية) قبل أن نبدأ نشاطاتنا ونلنا موافقتهم، كما أنّا نبقيهم دائمًا على اطّلاع بمستجدّات العمل الروحي".

ويخبر الأب كانيت عن تجاربه قائلًا: "عندما أُخبر عن هذه السفرات التي أقوم بها، غالبًا ما يسألني الناس إذا ما كنتُ أسافر مرتديًا ثياب الكاهن، وإذا ما كان الأمر خطيرًا أو إذا ما حدثت معي أيّ مشكلة لأنّي كاهن. ولكنّي دائمًا ما أسافر إلى الدول العربية (مثل مصر والكويت ودبيّ وقطر) مرتديِّا ثوبي الكهنوتي، وما حدثت معي أيّ مشكلة. في الواقع، المشكلة الوحيدة التي طرأت كانت عندما تمزّق جواز سفري القديم في يد عنصر الأمن الذي أراد أن يضع تأشيرة الدخول إلى دبيّ عليه. وقد حُلّت عندما أتى عنصر أمن آخر وأخذ جوازي وتفحّصه ولاحظ أنّي وُلدتُ في برشلونة، فأعاده إليّ قائلًا "يعيش البرشا" باللغة الكتالانية (Visca el Barca). وانتهت الأزمة".

كنيسة القديس فرنسيس في جبل علي، دبي (@St Francis Catholic Church, Jebel Ali, Dubai, cortesía de avosa.org)
ويضيف: "في دبيّ وفي قطر، بدأت اللقاءات والنشاطات الروحية بحضور بعض مؤمني الحبرية الذين يعيشون في هذين البلدين لأسباب مهنية. وقد توافد أشخاص كثيرون ورحل بعضهم وجاء بعضهم الآخر. فالإقامة في هذه المنطقة غالبًا ما تكون لثلاث أو أربع سنوات. وفي خلال الأزمة الإقتصادية العالمية، شكّلت هذه المنطقة لكثيرين فرصةً للصمود في وجه هذه الأزمة، في حين استفاد آخرون من نشاط الأسواق فيها. لذلك، يكثر فيها الأجانب المتحدرين من بلدان مختلفة، ومن بينهم مسيحيّون كاثوليك".

وغالبًا ما يتواصل الأشخاص مع "عمل الله" في دبيّ من خلال أصدقاء يعرفونهم في بلدهم الأمّ، في حين أنّ آخرين يشاركون في النشاطات تلبية لدعوة صديق أو زميل في العمل المهني أو جار في الحيّ السكني... ويصعُب أحيانًا تنظيم نشاطات يستطيع الجميع المشاركة بها، نظرًا لتفاوت دوامات العمل ووتيرة الحياة المتطلّبة بالإضافة إلى عدم وجود مراكز لحبرية "عمل الله" في هذه المنطقة. ولكنّ "المشاركين جميعهم يغنوننا بمحبّتهم وصداقتهم ورغبتهم في المشاركة باللقاءات بالرغم من العوائق"، بحسب ما توضّح جاكي ألكانترا، وهي من مؤمني الحبرية (Surnumeraire) تعيش في دبيّ وتهتمّ بتنظيم نشاطات التنشئة المسيحية للنساء.

حلمٌ تحقّق

في عام ١٩٣٣، بارك القدّيس خوسيماريا بالقربان المقدّس ثلاثة طلّاب بعد أوّل حلقة تنشئة مسيحية. وتذكّر القدّيس هذه الحادثة بعد سنوات عدّة قائلًا: "قد بدا لي أنّ يسوع المسيح ربّنا بارك ثلاثمئة، ثلاثمئة ألف، ثلاثين مليون، ثلاث ألف مليون...، من كلّ الأجناس، بيض وسود وصفر ومن كلّ الألوان ومن كلّ ما ينتُج عن الحبّ الإنساني من أشكال وألوان".

وقد أعرب إندلفت رعية مار فرنسيس الأسّيزي في منطقة جبل علي في دبيّ عن دهشته لمعرفة أنّ المشاركين بالنشاطات متعدّديالجنسيات، إذ من الشائع أن يبقى كلّ شخص مع مجموعته في الرعية بحسب اللغة التي يتكلّمها. وقال مقتبسًا من دون علمه عن القدّيس خوسيماريا: " العالم كلّه يجتمع معًا هنا: باختلاف ألوانه وأجناسه!".

معلومات عن النشاطات الروحيّة

- كنيسة القديس فرنسيس في جبل علي، إمارة دبي، في الأسبوع الثاني من كل شهر: نهار الإثنين للرجال، عند السابعة والنصف مساءً، ونهار الثلاثاء للنساء عند الـ9:45 صباحًا، وعند الـ6:45 من بعد الظهر.

- رحلات التنشئة والمرافقة الروحيّة إلى قطر تتمّ كل ثلاثة أشهر. للمزيد من المعلومات، التواصل معنا عبر صفحتنا الإلكترونيّة.

تُقام النشاطات والتأملات باللغة الإنكليزيّة.