فضائل البابا فرنسيس مثال لحياة مسيحية بسيطة ومتواضعة وتقيّة

كثيرة هي الفضائل التي يمكن أن يعلّمنا إياها البابا فرنسيس. فمنذ لحظة انتشار خبر انتخابه، انتشرت أيضاً أخبارٌ

تتحدث عن بساطته وتواضعه وتقواه... إلى جانب فضائل أخرى يتميّز بها.

في ما يلي، سنلقي الضوء على بعض الأحداث التي جرت في حياته والتي يمكنها أن تكون إحدى مؤشرات وجود هذه الفضائل لديه:

- البساطة والفقر:

يخبر أحد الصحافيين الأرجنتينيين أنه عندما عُيّن المطران خورخي برغوغليو كاردينالاً من قبل البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني عام 2001، أرادت مجموعة من المؤمنين مرافقته إلى روما لمشاركته بهذا الحدث الإستثنائي، ولكنه طلب منهم البقاء في "بوينوس آيرس" وتقديم الأموال التي كانوا يريدون تخصيصها للسفر إلى الفقراء، وهذا الأمر تكرر اليوم خلال انتخابه بابا حيث دعا المؤمنين للقيام بالأمر عينه وعدم السفر من الأرجنتين إلى الفاتيكان.

وبالإضافة إلى ذلك، عُرف عنه أنه لم يرد يوماً أن يحصل على سائق سيّارة، وكان يتنقل في وسائل النقل العامة أو في القطار، وعندما كان يسافر إلى روما بالطائرة، كان يختار دائماً الفئة السياحية.

أما خادم إحدى رعاية أبرشية "بوينوس آيرس" الأب خوان إيساسمندي فيصف البابا الجديد بأنه "شخص مهمّ جداً بالنسبة لمدينته. فهو كان يمرّ بشوارعها سيراً على الأقدام بمفرده، دون أية مشكلة، ملقياً التحية على الجميع. وهنا يحبّونه كثيراً.

- التواضع:

كشفت صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية أنه، منذ 12 سنة، قامت السيدة بيلار مارتينيس ثوبيريا، أم لستّة أولاد، بإرسال رسالة إلى رئيس أساقفة "بوينوس آيرس" الكاردينال بيرغوغليو، منتقدة إياه على عدد من الأمور. وكردّ على هذه الرسالة، اتصل الكاردينال بالسيدة وشكرها على الرسالة مؤكداً أنه سيأخذ ما قيل بعين الإعتبار، طالباً منها أن تصلي كثيراً له. وقالت بيلار: "كان هذا مثالاً كبيراً عن تواضعه... قد اتصل بي على رقم منزلي". وتضيف: بعد سنوات، تكررت الحادثة نفسها، مع السيدة بيلار، فاتصل من جديد طالباً منها المزيد من الصلاة لأجله"، وهنا شرحت أنها تأثرت كثيراً، وبعد أن مرّ الوقت فكّرت أنه "قد يكون الإعلام هو سبب انتقاداتي بسبب انتقاص واجتزاء بعض مواقفه وإبرازها بطريقة خاطئة". فتابعت: "أرسلت له هذه المرة رسالة مدح، مشجعة إياه على الإستمرار بما يقوم به، ولكنه هذه المرّة لم يردّ على الرسالة"، معتبرة أن "هذا دليل كبير عن تواضعه".

- التقوى:

بعد وفاة الطوباوي يوحنا بولس الثاني عام 2005، شرح الكاردينال برغوغليو ببساطة السبب الذي دفعه إلى صلاة أسرار الوردية الـ15 يومياً، قائلاً: "إذا لم أكن أخطئ الذكر، حدث ذلك في العام 1985. ذهبت عصر أحد الأيام لصلاة المسبحة التي كان يقودها الأب الأقدس. كان أمام الناس، جاثياً على ركبتيه، وكانت الجمع كبيراً".

وفسّر برغوغليو كيف أنه، وعندما شعر أنه بقيادة راعيه، شرد قليلاً، وتأمل بصورة البابا، وبتقواه، وقال: "هذه التقوى كانت بمثابة شهادة حياة بالنسبة لي، فبدأت أتخيّل الكاهن الشاب، طالب الكهنوت، الشاعر، العامل، الطفل في فارسوفيا... في الوضعية نفسها، جاثياً على ركبتيه، يصلي السلام تلو السلام... هذه الشهادة أثّرت بي كثيراً. شعرت بأن هذا الرجل، الذي اختاره الله لقيادة الكنيسة، كان يتبع الطريق المؤدية إلى أمّه في السماء: الطريق الذي بدأه منذ صغره". وتابع الكاردينال برغوغليو: "حينها، فهمت ثقل هذه الكلمات التي قالتها عذراء غوادالوبي للقديس خوان دياغو: "لا تخف، ألست هنا معك وأنا أمّك؟... حينها فهمت حضور العذراء في حياة البابا".

وأكد الكاردينال برغوغليو أنه منذ ذلك الحين لم تمحَ صورة يوحنا بولس الثاني من رأسي، وبتّ أصلّي أسرار الوردية الـ15 كل يوم".

"نحب البابا كائناً من يكون": هذا ما أكده القديس خوسيماريا مراراً في تعاليمه، وغالباً ما كان يدعو لتكرار عبارة: OMNES CUM PETRO AD IESUM PER MARIAM (كلنا مع بطرس نحو يسوع عبر مريم) كدليل اتحاد تام مع رأس الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، بعيداً عن أية مقارنة بين بابا وبابا آخر، وإيماناً بعمل الروح القدس في الكنيسة.