لقاءٌ غيّر حياة جورج وعرّفه على من سيصبح شفيعه

بات جورج أبي خليل معروفاً بمحبّته للقديس خوسيماريا وبنشر صوره والصلاة لطلب شفاعته حيثما تواجد. وكل ذلك بدأ في لقاء غير مرتقب مع أحد الكهنة.

شكّل لقاء جورج أبي خليل بكاهن يمرّ على الطريق في الأشرفية محطّة تغييرية في حياته، إذ إنها قد عرّفته على القديس خوسيماريا الذي سرعان ما أصبح شفيعًا له في كل ما يقوم به.

فقد كان من عادته المشاركة اليومية في القداس الإلهي، إلا أن القيميين على الكنيسة حيث يذهب يوميًا أقفلوها مؤقتاً لإعادة ترميمها، فما كان به سوى البحث عن البديل. وحينما كان يفكّر بالحلول، مرّ كاهن بالقرب من مكان عمله، فأوقفه وسأله: "أبونا، وين بتخدم؟"، وشرح له أنه معتاد على المناولة اليومية. فدعاه هذا الكاهن إلى القداس في كابيلا أحد مراكز الـ"أوبس داي" القريبة. وشرح جورج ما جرى: "بدأت أذهب بشكل متواصل إلى هناك، وأردت أن أعرف من هو شفيع الكنيسة. فحدّثوني عن القديس خوسيماريا وأخذت صورته المكتوب عليها الصلاة لطلب شفاعته". وتابع: "في البدء لم أطال منه أي شيء، ولكن في أحد الأيام لجأت إليه طالبًا منه ألا يدع ابنتي تقبل بعرض عمل في مكان خطير، وسألته أن يقطع الطريق أمامها، وهو أعطاني ما أريده". فعل جورج ذلك في مناسبتين، فقد كان يخشى على ابنته كونها تعمل في مجال الخدمة الإجتماعية وقد عُرض عليها العمل في أماكن غير سهلة، وقد استجاب القديس خوسيماريا إلى طلب الوالد مرّتين. ومن ثم، سأله أن يجد عملاً لإبنته في مكان جيّد، وهذا ما جرى. وأكد جورج أنه، ومنذ ذلك الحين "أصبح القديس خوسيماريا شفيعي: يساعدني في كل شيء، ويساعدني حتّى على إيجاد موقف لسيارتي كل ما خرجت مساءً وهي مهمة شبه مستحيلة في المنطقة حيث أسكن"، مشدداً على أن هذا القديس لم يخذله يومًا: "أوقات بيتأخر أو بطوّل باله عليّي، بس شو ما اطلب بيعطيني".

في المصرف

يعمل جورح في احد المصارف في بيروت، ويساعده عمله على التحدث مع الزبائن ومواساتهم متى دعت الحاجة. وشرح لنا بعض ما جرى معه في الآونة الأخيرة وكيف ساعده القديس خوسيماريا على تغيير حياة الأشخاص الذين حدّثهم عنه:

"أتى أحد الزبائن إلى المصرف في أحد الأيام وكان حزينًا، فقال لي: صحتي وعملي من سيء إلى أسوأ. أعطيته صورة القديس خوسيماريا وشرحت له أنه كاهن إسباني، صار قديسًا، وأنا طلبت منه، فأعطاني بل أعطاني أكثر مما طلبت. وبعد فترة عاد إلى المصرف فسألته: "كيف الحال؟"، قال لي: "جيد جدًا، أشكرك على هذه الصلاة التي أعطيتني إياها. قرأتها وصليتها وها إن صحتي أفضل وشركتي في تحسّن".

جورج بعد مشاركته في قداس عيد القديس خوسيماريا في كنيسة مار مارون في بيروت

وجرى ذلك مع عدد كبير من الزبائن. أقول لهم: "ما حدا رح يصححك إلا هالصورة". بعد عدة أيام أتى أحدهم وقال لي: "أنت قديس" ولكن قلت له إنني رجل خاطئ. فقال لي: "هذا القديس ساعد إبني على النجاح في الجامعة وشفى والدتي بعد حادث خطير وساعدني على تخطي مرحلة صعبة في عملي".

بدورها، تلقّت إحدى الزبائن أيضًا خدمة من القديس خوسيماريا من خلال جورج. فإبنها يتابع تعليهم في الخارج وكان بحاجة إلى المال ولكنها لم تكن تملك المال الكافي لذلك وما كان من الممكن القيام بعملية تحويل الأموال. فطلبت تلك السيدة من القديس خوسيماريا مساعدتها. وبعد الصلاة، ومن دون أن يعرف ابنها ذلك، ذهب إلى المصرف وسأل عن تحويل الأموال، فقيل له أنه يوجد المبلغ الذي يحتاجه في حسابه المصرفي. لم تصدّق الوالدة ذلك إذ إنها لم تحوّل المال، ولكنّ القديس خوسيماريا سمع صلاتها".

أكّد جورج أن لائحة الأشخاص الذين باتوا اليوم يلجأون إلى شفاعة القديس خوسيماريا باتت كبيرة جداً، موضحًا أنه قرر أن يكرّس حياته لهذا القديس. وقال: "طالما فيي نبض، رح وزّع صوره وين ما كان". وهذا بالفعل ما يقوم به في أماكن ومزارات عدّة: في مسيرات القديس شربل، وفي مزار سيدة لبنان وحتّى في المستشفيات. بعض الأشخاص يأتون إليه ويقولون له: "عمّو، شكرًا، انت شغّلتنا"، أو أمور أخرى من هذا القبيل، وهو يعرف أن هذا من شفاعة القديس خوسيماريا. وبالنسبة له، "كل ما يقوم به ما زال قليلاً: "أنا أطلب منه دائمًا أن يعطي الآخرين كما أعطاني ويعطيني دائمًا".