ميسا من الجليل ومريم من مصر شاركتا في الـ"أونيف"

شاركت ميسا نصّار من الجليل - الأراضي المقدسة، ومريم فؤاد من القاهرة - مصر، بمؤتمر الـ"أونيف" لعام 2015 مع الوفد الألماني وإلى جانب وفود مختلفة أتت من القارات الخمس للتعمق والتفكير بموضوع "الصداقة: طريق نحو مواطنة جديدة".

وإن كانت أحد الأسباب التي أتت بهما إلى روما هو مساهمتهما في تحضير فيديو مع طالبات ألمانيات عن الصداقة، فإنّ هذه الرحلة قد ساهمت بتعريفهما على أشخاص من مختلف أنحاء العالم وعلى الكنيسة الكاثوليكية.

ترى ميسا نصّار، الآتية من الأراضي المقدسة والتي تعيش اليوم في ألمانيا، أنّ "الانفتاح على وجهات نظر مختلفة هو بمثابة أمر جيّد وإيجابيّ"، موضحةً أنه "لهذا السبب، رغبت في المشاركة بتحضير الفيديو حول "العيش سوياً رغم الإختلافات"، لعرضه في إطار مؤتمر الـ"اونيف" الطالبي. وتشير إلى أنها تعتبر الإختلافات بين الناس "نعمة ورحمة"، متسائلةً "ما الإيجابية من أن نكون كلنا نسخة عن بعضنا البعض؟". وتأملُ اليوم في أن تكون، من خلال العمل الذي قدّمته مع صديقاتها من الوفد الألماني المشارك، قد ساهمت "ولو بقليلٍ، في تشجيع الآخرين على عدم اعتبار الإختلافات كعقبة للتعايش".

وإلى جانب هذا النشاط الثقافي، تمكنت ميسا من التعرف على الديانة المسيحية التي كانت أمرًا مجهولاً بالنسبة لها، وتقول في هذا السياق: "أنا مسلمة، وفي محيطي لم أتعرّف يوماً على أي شيء متعلق بالدين المسيحي رغم أن بعض صديقاتي كنّ مسيحيات، ولكنني اليوم، ومن خلال ما تعلمته في هذه الرحلة، بتّ أحترم المنتسبين إلى هذا الدين" وتُذكّر بأن "ما يجمع بين المنتسبين إلى كل الأديان هي إنسانيتنا".

أما مريم فؤاد، التي أتت أيضاً مع الوفد الألماني، وهي مصرية من القاهرة، لتقديم الفيديو عن الصداقة، فتقول أنها، إلى جانب هذا السبب الثقافي الذي دفعها للتوجه إلى العاصمة الإيطالية، فهي قد رغبت بالمشاركة في الـ"أونيف" للتعرف على مراسم أسبوع الآلام في روما. وتضيف: "أنا قبطية أرثوذكسية، وأسبوع الآلام لدينا متأخر أسبوع عن روما، لذلك فكّرت بأن أشارك أوّلاً في الأسبوع العظيم الكاثوليكي قبل عودتي إلى مصر للمشاركة مع كنيستي الأرثوذكسية".

وتتابع: "تمكنا من التعرف على التاريخ المسيحي في روما، وقد اغتنمت فرصاً غير موجودة في مصر، كالصلاة في الكنيسة التي دفن فيها القديس بطرس أو حيث يوجد عمود الجلد. فكل هذه الأمور أقرؤها في الكتب، ولكن رؤيتها عن كثب أمر مؤثر جداً"، مشيرة إلى أنها في الـ"أونيف" تمكنت من رؤية أمور ليست بعيدة عنها كمسيحية.

وقد شاركت مريم أيضاً في الوفد المؤلف من 10 أشخاص، الذي حيّى البابا في مقابلة الأربعاء العامة، وقدمت له صورة قبطية للقديسة مريم العذراء، وعبّرت له عن حلمها بأن تتوحد الكنيسة من جديد. وفي هذا الإطار تشرح أن هذا اللقاء هو "أجمل هدية قدمها لي الـ"أونيف". فالبابا فرنسيس شخص طيب جداً من الداخل وهذا يظهر على ملامح وجهه، وقد أكد لي أنه يصلي بشكل كثيف للاقباط وللبابا تواضروس".

جاءت مريم إلى روما مع الوفد الألماني كونها تعيش في مسكن للطلاب في ألمانيا، يديره عدد من مؤمني حبرية الـ"أوبس داي"، وهي الآن ستعود إلى مصر بعد إنهاء دراستها. تعلمت في المسكن أموراً كثيرة عن رسالة الـ"أوبس داي"، وتقول في هذا السياق: "في بعض الأحيان، نظن أن القداسة أمر غير ممكن الوصول إليه، وكأنها أمر بعيد، ولكن في القداس نقول "الأقداس للقديسين"، كما أن هناك آية في الإنجيل تدعونا لنكون قديسين، فهذه دعوة الجميع، وهي دعوة تذكرنا فيها الـ"أوبس داي"، وهذا ما نحتاجه في مصر أيضاً".