بندكتوس السادس عشر يكرّس نفسه إلى الصلاة

في هذا الأسبوع المميّز جدا في حياة الكنيسة، ندعوكم لقراءة كلمات بندكتوس السادس عشر التّي قالها عند تلاوة التبشير الملائكي الأخير له. أمام الآلاف من الناس، أوضح أنه سيستمر في خدمة الكنيسة، ولكن بطريقة أخرى.

يوم الأحد الماضي جاء مئتي ألف مؤمن للمشاركة للمرّة الأخيرة في صلاة التّبشير الملائكي مع قداسة البابا بندكتوس السادس عشر.

ملأ الحشد ساحة بيو الثاني عشر و شارع "الكونسيلاسيون". حيّته الحشود ظهرا بتصفيق حارّ ، فسبق صلاته التّأمليّة بشكر حارّ لهم. في هذا الأحد الثاني من الصّوم الكبير قال: "اللّيتورجيّا تقترح إنجيل التّجلي. فلوقا يشدّد خاصةً على صلاة يسوع في وقت التّجلّي".

هذا مظهر يبيّن علاقته الوطيدة مع الآب، وهذا المشهد هو كرياضة روحيّة على جبل برفقة بطرس، يعقوب و يوحنا، والتّلاميذ كانوا دائماً حاضرين في كلّ ظهور ممجّد و إلهي للمعلّم. بعد وقت قصير من إعلانه عن موته وقيامته، أعطاهم لمحة سابقة عن مجدهِ. في التّجلي كما هو الحال في المعمودية، صوت الآب يُسمع فيقول: هذا هو ابني، المخلّص، لهُ اسمعوا !

وجود موسى وإيليا، الّذي يمثِّل الشّريعة والعهد القديم، مهمّ للغاية و ذلك لأنّ تاريخ إسرائيل يميل نحو المسيح، الذي يؤدي الى هجرة جديدة. و لكن هذه المرّة ليست لأرض الميعاد كما جرى في وقت موسى، ولكن نحو السّماء. عندما قال بطرس، يا رب، حسنٌ أن أكون هنا، فهذا يبيّن أنّه من المستحيل إيقاف مثل هذه التجربة الباطنيّة.

القدّيس اوغسطينس يقول أنّ الغذاء الروحي لبطرس في هذا الوقت كان المسيح نفسه. لماذا يجب عليه أن يعود الى الأحزان و المصاعب بينما هو مملؤ من حبّ الله الذي يُلهمُهُ كيف سيقتدي بسلوك مقدّس. نأخذ تعاليم و دروس مهمة من التأمل في هذا المقطع الإنجيلي، أوّلاً إعطاء أولويّة للصّلاة، والتي بدونها يكون إلتزامنا الرسولي وأعمال المحبّة هي مجرّد الإكثار من الحركة و النّشاطات.

خلال الصوم الكبير، ينبغي إعطاء مكانة خاصّة للصّلاة، الفرديّة كما الجماعيّة وذلك لإحياء حياتنا الروحية. الصّلاة لا تعني الخروج من العالم وصعوباتهِ ... ولكن أن نستعيد طريق العمل. الحياة المسيحية... هي لقاء دائم مع الله، قبل النّزول من الجبل يجب التزوّد بالحب والقوّة التي تأتي منه، وذلك لخدمة إخوتنا وأخواتنا بحبّ إلهي.

واليوم، أضاف الأب الأقدس، "كلمة الله، أشعربها تُطبّق خاصة بي شخصيا، في هذه الفترة من حياتي. الرب يدعوني لتسلّق الجبل للصّلاة والتّأمّل بشكل أفضل وهذا لا يعني أنني أتخلّي عن الكنيسة.إذا طلب الله منّي هذا فذلك حتّى أتابع خدمتهُ بالفعل و الحبّ الذين قدّمتهما حتّى الآن و بطريقة أكثر ملاءمة لعمري وقوّتي. أطلب شفاعة مريم لأخدُمَ الربّ دائما في الصلاة والمحبّة".

بعد صلاة السّلام المريمي و التّحيات، شكر البابا أيضاً المؤمنين على تضامنهم وتعبيرهم عن المودة، مؤكّدا على صلاته: "نشكر الله أيضا لظهور الشمس" في صباح أعلنوا بأنه ممطر. توجه البابا بندكتوس السادس عشر على وجه خاص بكلمة الى الحجّاج القادمين من بولندا ، فذكّرهم أنّه على جبل طابور المسيح أظهر مجده وألوهيته للتّلاميذ، ومنحهم ضمانات بأنّه خلال عذابات الصليب سيصلون الى القيامة، ونحن بحاجة أيضا لإدراك هذا الوجود، بمجده وألوهيته في حياة الكنيسة، في أحداث كل يوم".و شكر العديد من المؤمنين القادمين من الأبرشيات والرعايا الإيطالية، الذي أكّد لهم بقاءه على مقربة منهم في الصلاة.