شكراً بندكتس...

تتوجه أنظار العالم كله إلى الفاتيكان وإلى كرسي بطرس تحديداً الذي أصبح شاغراً بعد أن تخلّى عنه البابا بندكتس السادس عشر، بخطوة ملؤها التواضع والشجاعة وهدفها "خدمة الكنيسة بشكل أفضل".

شكراً بندكتس...

وفي هذه المناسبة، لا يمكن لنا في لبنان، البلد الذي كان له الشرف بأن يكون آخر بلد يزوره البابا كرأس للكنيسة الكاثوليكية، إلا وأن نضم أصواتنا لأصوات آلاف الناس من مختلف البلدان لتقول بلغات العالم كله: "شكراً".

شكراً بندكتس...

شكراً على الإرشاد الرسولي الجديد الذي يشكل خارطة طريق لمسيحيي لبنان ولكل مسيحيي الشرق، ورسال رجاء كبيرة لأبناء هذه المنطقة التي تتوق إلى السلام.

شكراً على زيارتك التاريخية إلى لبنان، التي أظهرت لنا فيها أنك أبٌ وراعٍ وعالم بهمومنا الحقيقية. أردتها زيارة سلام... ليس لنا فقط بل للمنطقة كلها، وكانت كذلك. وقد جمعت حولك كل الطقوس الكاثوليكية وكل الطوائف المسيحية وكل الديانات اللبنانية لإعادة تجديد دور "لبنان الرسالة".

شكراً لأنك جعلت من اللغة العربية لغة رسمية في الفاتيكان، كتأكيد جديد على "عالمية" الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية.

شكراً بندكتس على الإرث الكبير الذي ترتكته لنا في كتبك وعظاتك ولقاءاتك... وعلى الدرس المسيحي الكبير الذي أعطيتنا إياه يوم استقالتك: درس في عدم التمسك بالكراسي وبالسلطة إلا إذ كان بإستطاعة رأس السلطة أن يكون خادماً.

على كل هذه الأمور وعلى أمور أخرى كثيرة نشكرك... وما زلنا نسمع صوتك الذي طمأن المؤمنين عام 2005 وقال: "الكنيسة حيّة والكنيسة شابّة". فالكنيسة اليوم تجدد شبابها وتنتظر بطرسها الجديد بالصلاة والأمل.

وكما قال القديس خوسيماريا قبل انتخاب البابا بولس السادس، وبعد موت البابا الطوباوي يوحنا 23، لمجموعة من الشباب في لقاء صغير: "منذ هذه اللحظة، أحب البابا الجديد كثيراً، كائناً من يكون!".