كان كارلوس مارتينيز سماكّاً. في العاشرة من عمره، كان ينتمي إلى خلية شيوعية ناشئة في حيّه. في الرابعة والثلاثين من عمره، علّمه القديس خوسيماريا أن يترك لله مكاناً في عمله. بعد صدمة هذا الاكتشاف، همّ بكتابة تجربته. وقد صدرت مدوناته باللغة الاسبانية في كتاب عنوانه: " كارلوس مارتينيز، سماك. ثوري قد لقى الله".
كنّاس في الشوارع؟ وزير؟ ... قدّيس!
عندما علم القديس خوسيماريا أن أحد أفراد "عمل الله" سيتوكل بمهمة عظيمة، أكّد أن سمعة أطفاله المهنية ليست مهمة بالنسبة له. وصرّح لصديقه الكاردينال قائلاً: " لا يهمني إذا كان كناساً في الشوارع أو وزيراً، ما يعنيني هو أن يقدّس عمله"، وذلك جراء تهنئة الكاردينال له بعد تعيين أحد اعضاء "عمل الله" وزيراً.
وجلّ ما أسر اهتمامه هو تقديس العمل والحياة اليومية عبرالتقرب الدائم من الله. أمّا نوع العمل فليس بمهم لكن الشرط الأساسي هو أن يكون شريفاً وموجها لحب المسيح، بالاضافة إلى روح الخدمة للمجتمع باستعمال المهارات المهنية قدر الإمكان.
ولد كارلوس عام 1920 في أفيديو Ovideo في الـ Asturies، وتوفى عام 2000. من داخل مسمكته، نشر شعاع فرحه وسلامه المسيحيين. أعجب زبائنه باستقباله المتميز بروح الخدمة والمساعدة المتبادلة.
بائع صحيفة "Monde Ouvrier" منذ العاشرة من عمره
ترعرع كارلوس في شارع فونكالادا "Foncalada" في حي للطبقة العاملة في Ovideo. كانت عائلته كبيرة. في التاسعة من عمره ترك المدرسة ليعمل في مسمكة. في العاشرة من عمره، كان ينتمي إلى خلية شيوعية ناشئة في حيّه ويبيع صحيفة "Monde Ouvrier" في الليل. في تشرين الاول\أكتوبر 1934، أعرب عن تأييده للانتفاضة في Asturies ضد الحكومة. سُجن أثناء الحرب الأهلية، لكنه فرّ إلى Gijon وتعرض أحد أخوته إلى إطلاق نار أدى إلى موته وذلك لأنه رفض أن يبوح عن مكان اختباء كارلوس. وبعد فترةٍ، التقى في مدينة مدريد بكاميلو خوسي سيلا وغيره من الكتّاب الأمر الذي شجّعه أن يكتب سيرته بدوره.
ثورةٌ أكثر عمقاً
في العام 1954، طلب الإنتساب إلى "عمل الله" وخصص وقته للقيام بأعمال رسولية مكثفة في Ovideo وفي مواقع التعدين في Asturies.
ويخبر عن هذه التجربة في كتابه، قائلا: " بصفتي عضواً في "عمل الله"، سنحت لي الفرصة لأن أعيش، في هذه المنطقة العزيزة علينا في Asturies، مغامرة خوض العمل الرسولي (...)، رافقه صراعاً ضد الجهل والفقر بهدف التمتع بالكرامة الانسانية. أما الجوهر الممثل لهذا الصراع فكان المقر الأساسي لـ "المركز الثقافي في بانيافيرا" . ورافقت هذه الأعمال البطولية المخبأة والرائعة الكثير من الارادة والجهود المبذولة في تدريب مئات التلاميذ والعمال الذين عرفوا الله. و حصل ذلك بحماية العذراء المقدسة ، سيدتنا Santina de Covandonga ، التي دفعتنا إلى القيام بهذه الأعمال".
مصدر: (www.lne.es (Oviedo