عندما يعرف الناس أنني أمين المكتبة، غالباً ما يقولون: "يا لحظك، بالطبع تقرأ كثيراً". من المؤكد أن عدداً كبيراً من الكتب يقع تحت يدي لكن، بكل صراحة، لا أملك الوقت الاّ لقراءتها قراءة سريعة. في الواقع، هذه القراءة السريعة هي من متطلبات عملي وذلك كي أستطيع تصنيف الكتب ووضع لمحة عن المحتوى عبر كلمات مفاتيح بشكل مقتضب.
الواجب الحالي
في بعض الأحيان، تدفعنا التجربة إلى أن نؤخذ بقراءة كتاب مشوق وفي الوقت عينه علينا قراءة كتاب آخر. إنه الوقت المناسب كي نقدم للرب بعض التنازلات بحدّ فضولي من أجل اتمام الواجب الحالي. أشعر أنني أسمع همسةً من القديس خوسيماريا:" افعل ما عليك وكن لما تفعل". (طريق: # 815)
تدريب متواصل
على الرغم من أن استعمال الورق لم يختف بعد تماماً، يشهد استعمال النشرات الالكترونية زيادة مهمة. يصبح إذاً من المهم أن أواكب التطور في مجال المعلومات والوثائق عبر متابعة التطور الذي تلحظه التكنولوجيا ووسائل البحث الالكتروني عبر شبكة الانترنت. ويتطلب هذا تدريباً متواصلاً يحرمني النوم الهنيء. لكن ها هي الفرصة من جديد، أستفيد منها كي أقدم جهودي لله بغية تقديم عمل كفوء.
ما أقوم به هو بوضوح خدمة مباشرة للمجتمع الاكاديمي فهنا تكون العلاقات غير وهمية إنما مع جميع الناس بمختلف تعدداتهم. ويفتح لي عملي المجال كي أمارس فضائل عدة كالتوافر عند الحاجة والود والصبر والدقة، عندما ألبي طلبات كل من يقصد المكتبة من تلاميذ ومساعدين وأساتذة. لذلك أعتمد على مساعدة الله وأطلب منه في صلاة تقدمة النهار أن أبقى بحضوره وأن أقدم له صفحة جديدة من حياتي تنفتح أمامي. يصبح إذاً من السهل أن أكلمه خلال النهار وأقدم له صلوات قصيرة أو أشكره، بهدف جعل حياة الآخرين أكثر جمالاً.