البطريرك الراعي: الإيمان بالمسيح والغيرة على إعلان الإنجيل صفتان تميز بهما القديس خوسيماريا

احتفل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القديس خوسيماريا في الصرح البطريركي في بكركي. وهنأ حبرية الـ"أوبس داي" بعيد مؤسسها، طالباً من الله "فيض النعم ونمو الحبرية في الإيمان والشهادة وتقديس الذات بشفاعته".

احتفل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عيد القديس خوسيماريا في الصرح البطريركي في بكركي، في 30 حزيران 2013، وألقى عظة في المناسبة مشيراً إلى أنه " في عيد القدّيسَين الرسولَين بطرس وبولس تأمّلنا مع الكنيسة في صفة رعاتها، الأساقفة خلفاء الرسل والكهنة معاونيهم والمكرّسين والمكرّسات، وهي الإيمان بالمسيح ابن الله والغيرة على إعلان إنجيله، على مثال الرسولَين بطرس وبولس". واعتبر أن "هاتان صفتان تميَّز بهما القديس خوسيماريا اسكريفا، وعليهما تُبنى حياة ورسالة المنتمين إلى حبرية "أوبس داي" (Opus Dei). واليوم في ذكرى الرسل الاثني عشر، تتأمّل الكنيسة في صفة الرعاة الثانية وهي الحنان والرحمة، على مثال المسيح الرب الذي "لمّا رأى الجموع تحنّن عليهم"(متى9: 36). إيمان وحنان ورحمة، ثلاث صفات وفضائل، نلتمسها اليوم بشفاعة أصحاب العيدَين، لكلّ واحدٍ منّا، ولكلّ مسؤول وحامل سلطة في الكنيسة والدولة، كما في العائلة والمجتمع.

وحيّا البطريرك أسرة الحبرية، كهنة وعلمانيين ملتزمين، على رأسهم المونسنيور خيسوس غونزالس، نائب رئيس الـ"أوبس داي" المطران خافيير اتشيفاريا، مهنئاً إياهم بعيد القديس خوسيماريا، طالباً من الله "فيض النعم ونمو الحبرية في الإيمان والشهادة وتقديس الذات بشفاعته".

وتطرق في العظة إلى صورة الله "الحي، الحنون، الرحوم"، وقال: "تنكشف أمام الكنيسة والوطن حاجات وتحدّيات عديدة ومتنوّعة. فيحتاجان إلى رعاة كنسيّين ومسؤولين مدنيين وسياسيين مثل قلب الله وقلب يسوع المليء بالرحمة والحنان. فيجدر بهم وبكلّ واحدٍ منّا، من موقعه، الوقوف أمام الله، والإصغاء له في أعماق الضمير، لكي نميّز الحاجات والتحدّيات في حياة الكنيسة والمجتمع والوطن، ونسأل الله أن يُلهمنا السبيل إلى تلبيتها ومواجهتها".

وأوضح أن "القديس Josémaria يقدّم لنا المثال والقدوة في هذه الوقفة والإصغاء والتمييز. فهو أيضًا بقلبه المليء بالإيمان والحنان والرحمة، فيما كان يتابع دروسه العالية في القانون المدني، ويمارس كهنوته في مدينة مدريد بإسبانيا، مع الفقراء والمرضى في المستشفيات والأحياء الشعبية، كان يقف أمام الله ويلتمس مثل أعمى أريحا: "يا ربّ أعطني أن أُبصر"(مر10: 51). ويلتجئ إلى شفاعة مريم العذراء ويسألها: "يا ملكتي، إجعلي أن يحصل هذا، وأعرف مشيئة ابنك". وفي 2 تشرين الأول 1928، أبصر جليًّا عمل الله، وأسّس حبرية Opus Dei، وهي تقديس الذات في الحالة الشخصيّة والعمل، بالإيمان وكلام الله ونعمة الأسرار وخدمة الإنسان".

وأشار إلى أن "الأوضاع التي نعيشها اليوم في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، لا يُمكن حلُّ أزمتها وتجنّب نتائجها الوخيمة الهدّامة من دون وقفة وجدانية أمام الله والذات بإيمانٍ وطيد بعنايته وقدرته، وبمشاعر الحنان والرحمة تجاه جميع الناس، مثل الرسل الاثني عشر والقديس Josémaria الذين نستشفعهم، ونستشفع بنوعٍ خاص أمّنا مريم العذراء سيدة لبنان"، موضحاً أنه "إذا وقفنا هذه الوقفة الوجدانية، وهذا واجبٌ ضميريّ، رأينا حقًّا بعيني يسوع المسيح "شعوبنا منهوكين مطروحين مثل خرافٍ لا راعيَ لها"(متى9: 37)، وأدركنا السبيل إلى إخراجهم من حالة بؤسهم".

وختم قائلاً: "لنقلها مع القديس خوسيماريا إنّ "عالمنا لا يخلص بقوّة المال والرفاهية المادّية، بل بالأشخاص الذين يؤمنون بالله، وبمصير الإنسان الأبدي، والذين يعرفون كيف يتقبّلون حقيقة المسيح بمثابة نور يوجّه العمل والتصرّف"(خطاب في 9 أيار 1974)".