غوادالوبي أورتيز دي لاندازوري، مُكرَّمة

منح البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم موافقته على نشر مراسيم متعلّقة بـ12 ملفّ تقديس، ومن بينهم، مرسوم إعلان الفضائل البطوليّة لإحدى أعضاء الـ"أوبس داي": غوادالوبي أورتيز دي لاندازوري (1916- 1975)، فاُعلنت بذلك مُكرّمة.

تعليقًا على الخبر لدى وروده إليه، قال حبر الـ"أوبس داي" المونسنيور فرناندو أوكاريز ما يلي:

"إن القدّيسين هم الوجه الأكثر جمالاً للكنيسة، كما ردّد البابا فرنسيس على مسامعنا. وبالتالي، تشكّل هذه المراسيم دافعًا عميقًا لرفع الشكر إلى الله الذي هو مصدر كلّ قداسة. فهو يعمل في نفوس العديد من نساء ورجال زمننا هذا ويترك مثالهم نُصب أعيننا ككنزٍ وكسندٍ لحياتنا".

وأضاف: "يساعدنا كلّ ملف تقديس على إكتشاف محبّة الله وفرحة المسيرة المسيحيّة. ويشكّل الفرح تحديدًا الميزة المحوريّة في حياة غوادالوبي. فقد كانت تشعّ بالسعادة المسيحيّة في مختلف إنشغالات حياتها: كعالمة كيمياء، ولدى قيامها بأعمال المنزل، وكمعلّمة وفي العمل الرسولي الواسع الإمتداد الذي قامت به في إسبانيا وفي المكسيك وإيطاليا. يذكّرنا مثال غوادالوبي أنه، وحتّى الأمور الأكثر عاديّة، تُصبح ذات أفقٍ واسعٍ وجميل عندما يدعو الله إلى القداسة، وتصبح دافعًا من أجل جعل أشخاصٍ كُثرٍ أكثر إقترابًا من سعادة الإتحاد بالله".

وتابع: "أسأل الله أن يساعدنا مثالها على السير على الدرب المسيحي، ناشرين السلام والفرح من حولنا".

وعرّف رافع ملف دعوى القداسة، الأب أنطونيو رودريغز دي ريفيرا، عن غوادالوبي كـ"امرأة مغرمة بالله وممتلئة بالإيمان والرجاء، وقد ساعدت الآخرين في حاجاتهم الروحيّة والماديّة من خلال عملها وإيجابيّتها. كان الفرح يملأ كلّ ما تقوم به، وقد تجلّى ذلك أيضًا لدى مواجهتها لظروفٍ أكثر صعوبة".

نبذة عن حياتها

ولدت في مدريد عام 1916، يوم عيد عذراء غوادالوبي. درست علوم الكيمياء في الجامعة المركزيّة في مدينتها. كانت واحدة من بين النساء الخمس في صفّها.

في خلال الحرب الأهليّة الإسبانيّة، تمكّنت من مواساة والدها (الذي كان في السلك العسكري)، في الساعات الأخيرة قبل تنفيذ حُكم الإعدام بحقّه. وقد سامحت المسؤولين عن هذا الأمر منذ اللحظة الأولى، وبعد انتهاء الحرب، قرّرت متابعة دراساتها الجامعيّة واستحصلت على الشهادة التي خوّلتها أن تكون معلّمة فيزياء وكيمياء في مدرسة الإيرلنديّات وفي المدرسة الفرنسيّة في مدريد.

في بدايات العام 1944، تعرّفت من خلال أحد أصدقائها على مؤسس الـ"أوبس داي" القديس خوسيماريا اسكريفا الذي كان يعلّم أنه يُمكن للعمل المهني والحياة العاديّة أن يكونا مكانًا للقاء المسيح. وفي وقتٍ لاحق قالت غوادالوبي: "شعرت بوضوح بأن الله كان يتحدّث من خلال ذلك الكاهن". وفي السنة عينها، إنتسبت إلى الـ"أوبس داي".

منذ ذلك الحين، وهبت ذاتها من دون أيّ شرط، باحثة عن القداسة وساعيّة لتقريب أشخاصٍ عديدن من الله: بدايةً في مدريد، ومن ثمّ في مدينة بيلباو، حيث كرّست وقتها بشكلٍ كبير لمنح تنشئة مسيحيّة إلى الشابّات اليافعات.

كانت أوّل من سافر إلى المكسيك لبدء العمل الرسولي للـ"أوبس داي" بين النساء هناك، ومكثت في تلك البلاد بين عامي 1950 و1956. وعاشت تلك المغامرة بسخاءٍ وإيمانٍ كبيرين. وقد قامت بعض صديقاتها بإنشاء مركزٍ لدعم الفلاّحات في المناطق الريفيّة في مقاطعة "موريلوز"، مدفوعاتٍ بتشجيعها وبدعمها.

إنتقلت إلى روما عام 1956 حيث ساهمت بإدارة الـ"أوبس داي" مع القديس خوسيماريا. وبعد سنتين، عادت إلى إسبانيا لأسبابٍ صحيّة، وبدأت بالتعليم من جديد، إلى جانب قيامها بأبحاثٍ عمليّة. استحصلت على شهادة دكتوراه في الكيمياء بأعلى تصنيفٍ، وباتت رائدة لمركز الدراسات والأبحاث في العلوم المنزليّة CEICID. واستمرّت في الوقت نفسه بمنح وسائل التنشئة المسيحيّة في الـ"أوبس داي"، وقد ميّزت محبّة الله كلّ ما تقوم به، وذلك عبر عملها وصداقتها ومثالها كشخصٍ سعيد.

توفيّت في رائحة القداسة في مدينة بامبلونا الإسبانيّة عام 1975 نتيجة مرضٍ في القلب، وذلك يوم عيد عذراء الكرمل، عن عمرٍ يناهز الـ59 عامًا. منذ ذلك الوقت، بدأ عدد من الأشخاص باللجوء إلى شفاعتها بشكلٍ عفويّ وخاص، وسرعان ما انتشر ذلك أكثر فأكثر. وبحسب رافع ملفّ التقديس، فإن الأشخاص الذين يلجؤون إلى شفاعتها، يحصلون على نعمٍ متنوّعة جدًا: من شفاءاتٍ، إلى نعمٍ متعلّقة بالحمل أو بالولادة أو بالحصول على فرصة عمل أو التوفيق بين العمل والعائلة أو حلّ لمشاكل إقتصاديّة أو إعادة اللُّحمة العائليّة، أو إقتراب أحد الأصدقاء أو زملاء العمل من الله...إلخ.