حتى الـ9 من نيسان 2005، لم أكن يوماً على تواصل مع الكنيسة الكاثوليكية. ذات يوم، عندما صادف عيد مولدي الـ23، وفي الساعة السادسة مساءً، اتصل بي عمي ليتمنى لي عيداً سعيداً. وبعد ذلك، قال لي أنه تم انتخاب بابا جديد وهو ألماني الجنسية وأنه يمكنني رؤيته على التلفزيون. وأقفل الخط.
من باب الفضول، فتحت التلفزيون. في تلك الأثناء، كان البابا الألماني الجديد يقول: "إخوتي وأخواتي الأعزاء، بعد البابا العظيم يوحنا بولس الثاني، الكرادلة انتخبوني، أنا العامل البسيط والمتواضع في كرمة السيد. وحقيقة أن الرب يعرف كيف يعمل ويفعل حتى من خلال أدوات غير كافية تواسيني. أتكل خصوصاً على صلواتكم بفرح المسيح القائم من بين الأموات، وأنا واثق بعونه المستمر. نسير إلى الأمام، والرب سيساعدنا، ومريم، الأم الكاملة القداسة، إلى جانبنا. شكراً!".
في الأيام التالية، لم أتمكن من إخراج هذه الكلمات من رأسي. فقد دفعتني لمعرفة المزيد عن الإيمان وعن الكنيسة في الأشهر القليلة المقبلة.
أظهرت اهتماماً، للمرة الأولى في حياتي، بالكنيسة الكاثوليكية وبدأت بدراستها.
اشتريت كتاب "التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية"، وكنت متفاجئاً من الأجوبة التي وجدتها داخل صفحاته عن أسئلتي المتعلقة بالإيمان. وكان هنالك أيضاً أجوبة معقدة لأسئلة لم يجب عليها بشكل جيد أحد في الكنائس البروتستانتية أو في الديانة اليهودية أو في أي مجموعة أخرى.
وفي إحدى الأيام، كنت أفتش في صفحات الإنترنت على كتاب جديد متعلق بالكنيسة الكاثوليكية. وعلى أحد المواقع، اكتشفت كتاباً فتنني، وكان قد تم توصيفه على أنه "روحاني كلاسيكي"، وكان عنوانه "الطريق"، كتبه أحد اسمه خوسيماريا اسكريفا. طلبته عبر الموقع دون أي سبب معين، ووصل إلي عبر البريد بعد أيام، فنظرت إليه ورميته على الفور.
عندما قرأت المقدمة، شعرت وكأنه كتب خصّيصاً من أجلي: كل كلمة، كل جملة، حدثت روحي، ومنذ ذلك الحين، أدركت أن أبي السماوي كان قد حضر لي مكاناً في كنيسته، في الكنيسة الكاثوليكية.
في الأشهر التالية، اتصلت بالكنيسة الكاثوليكية القريبة من منزلي حيث تلقنت التعليم الديني. قررت الذهاب إلى القداس كلما سمح لي عملي بذلك. وفي الـ8 من تشرين الثاني 2007، نلت سرّ التثبيت. وخلال كل تلك الفترة، كان القديس خوسيماريا يعاونيي من خلال كتبه كلها التي اشتريتها شيئاً فشيئاً.
تعلمت أمراً عندما قرأتها أيضاً، عن طبيعة ورسولية "عمل الله". اكتشفت أموراً عن "عمل الله" وعن نشاطاته عبر الإنترنت، وعرفت أن هنالك وسائل للتنشئة تقدمها في بلدة قريبة، فبدأت بالذهاب بشكل دوري إليهم.