رسالة حبر الأوبس داي بمناسبة عيد الميلاد المجيد

وجّه المونسنيور فرناندو أوكاريز رسالة بمناسبة عيد الميلاد إلى مؤمني الحبريّة وإلى الجميع.

Alessandro Turchi, 1580-1650.

أعزّائي: ليحفظ يسوع بناتي وأبنائي!

في خلال زمن الميلاد الذي بات قريبًا سنسمع مجدّدًا نشيد الملائكة: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام؛ وبالناس المسرّة" (لو 2: 14). وفي كلّ عام، يتردّد صدى هذا النشيد ويملأ العالم أجمع، محييًا فينا رجاءً فرحًا، خصوصًا وأنّ السلام قد حلّ بيننا فصار بإمكاننا أن نتأمّله في وجه طفل صغير: "فإنّه سلامنا" (أفس 2: 14) كما قد وصفه القديس بولس متأمّلًا سرّ يسوع المسيح.

إنّ عالمنا يحتاج بشدّة إلى السلام. نحن جميعنا، عائلاتا، مكان عملنا، الأماكن التي نقصدها، كلّنا نحتاج إلى هذا الطفل الذي بشّرت به الملائكة وأعلنته المخلّص (راجع لو 2: 11). فبدونه لا يجدي أيّ جهد في إرساء السلام في قلوبنا. لذلك، لا تملّ الكنيسة من التكلّم على يسوع إلى الناس، كما فعل الرعاة بعدما رؤوه في المغارة (راجع لو 2: 16-18). ونحن بدورنا نريد أن نبشّر به. ففي حديثنا مع الناس، "يجب أن نتكلّم عن يسوع المسيح، لا عن أنفسنا" (عندما يمرّ المسيح، رقم 163).

لنتأمّل، في خلال زمن الميلاد، سرّ الحبّ العظيم الذي خصّنا فيه الله من خلال هذا الطفل الذي تجسّد (راجع أش 9، 5). فما أسهل أن نجد السلام والطمأنينة، مرّة بعد أخرى، عندما نصلّي أمام المغارة، مستسلمين أمام الطفل يسوع المضجع في المذود، وحوله مريم ويوسف! فمتى تأمّلنا بسرّ الحبّ هذا، أعطانا الله عزمًا واندفاعًا جديدين لنبشّر به الآخرين.

مع تهاني الحارّة وبركاتي،

أبوكم

فرناندو

روما، 16 كانون الأوّل 2018