ولد المسيح...هللويا!

إذهب إلى بيت لحم، اقترب من الطفل، أخبره أشياءً حارّة، ضمّه إلى قلبك... - لا أتحدث عن أمور طفولية: أتحدث عن الحب! والحب يتجلي بالأفعال: في خصوصية روحك، يمكنك أن تضمه! "أخدود" – رقم 345

ولد المسيح...هللويا!

اليوم يسطع علينا نور، لأنّ السّيّد قد وُلِدَ لنا". إنّها البشرى العظيمة، الّتي تحرّك مشاعر المسيحيّين في هذا اليوم، وهي تتوجّه، من خلالهم، إلى البشريّة بأسرها. ألله هنا. وهذه الحقيقة يجب أن تملأ حياتنا: ويجب أن يكون كلّ عيد ميلاد، بالنّسبة إلينا، لقاءً جديدًا مع اللّه؛ وعلينا أن نسعى ليتغلغل نوره ونعمته في أعماق نفسنا.

"عندما يمر المسيح" – رقم 12

الرب أراد أن يحتاج للبشر

عند حلول الميلاد، أحبّ أن أتأمّل صور الطّفل يسوع. تلك الصّور الّتي تبرز انسحاق السّيّد، تذكّرني أنّ الله يدعونا، وأنّ القدير أراد أن يقدّم نفسه متجرّدًا، كما رغب في أن يكون محتاجاً إلى البشر. منذ مذود بيت لحم، يقول المسيح لي، ولك، إنّه بحاجة لنا؛ إنّه يدعونا إلى سلوك حياة مسيحيّة، دون تسويات مخزية، حياة سخاء وعمل وفرح.

"عندما يمر المسيح"- رقم 18

لقد أحيط الميلاد ببساطة رائعة: ألسّيّد يأتي دون تباه، مجهولاً من الجميع. على الأرض، وحدهما، مريم ويوسف، يشاركان في المغامرة الإلـهيّة؛ ثمّ هؤلاء الرّعيان، الّذين بشّرهم الملائكة؛ وفيما بعد، حكماء الشّرق. هكذا يتحقّق هذا الحدث العظيم، حيث السّماء والأرض، ألله والإنسان يلتقيان. كيف يمكن أن يكون لنا قلبٌ قاسٍ فنعتاد على هذه المشاهد؟ إنّ الله يتّضع لنقترب إليه، ونجيب على حبّه بحبّنا، فتنكفىء حرّيّتنا، لا أمام مشهد سلطته وحسب، بل أيضا أمام روعة اتّضاعه.

"عندما يمر المسيح" – رقم 18

الميلاد. تكتب لي: "كما تنتظر القديسة مريم والقديس يوسف، أنا أيضاً أنتظر الطفل، بفارغ الصبر. كم سأكون سعيداً في بيت لحم!: أشعر أنني قلبي سينشطر من السعادة الفائقة! آه! ومعه، أريد أيضاً أن أولد من جديد..."

- آمل أن تتحقق رغبتك هذه!

"أخدود" – رقم 62

ماذا يقول لنا؟

نحن في الميلاد. كلّ الأحداث، كلّ الظّروف الّتي أحاطت بمولد ابن الله، تعود إلى ذاكرتنا، فيما يتوقّف نظرنا على مغارة بيت لحم، على عائلة النّاصرة. مريم، يوسف والطّفل يسوع، إنّـهم حاضرون، بنوع خاصّ، في عمق قلبنا. ماذا تقول لنا، ماذا تعلّمنا حياة العائلة المقدّسة، البسيطة والمدهشة معًا؟

"عندما يمر المسيح"- رقم 22

أحبّ أن أتخيّل المنازل المسيحيّة، مضاءة وفرحة، على مثال منـزل العائلة المقدّسة. إنّ بشرى الميلاد تنشر أصداءها بكل قوّتـها: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السّلام للنّاس، ذوي الإرادة الحسنة". "لينتصر سلام المسيح في قلوبكم"، كتب الرّسول (كورنتوس 3/ 15).

"عندما يمر المسيح"- رقم 22

ولد المسيح في مغارة بيت لحم، بحسب ما يشير الكتاب، "لأنه لم يكن هنالك مكان لهما".

- لا أبتعد عن الحقيقة اللاهوتية إذا أقول لك أن المسيح لا يزال يفتش عن مكان ما في قلبك.

"كور الحدادة" – رقم 274

في خصوصية روحك

إذهب إلى بيت لحم، اقترب من الطفل، أخبره أشياءً حارّة، ضمّه إلى قلبك...

- لا أتحدث عن أمور طفولية: أتحدث عن الحب! والحب يتجلي بالأفعال: في خصوصية روحك، يمكنك أن تضمه!

"أخدود" – رقم 345

كان المسيح متواضع القلب. طوال حياته، لم يطلب خدمة ولا إنعامًا. لقد بدأ بالمكوث تسعة أشهر في حشا أمّه، كسائر البشر، بطريقة طبيعيّة جدّا. كان الرّبّ يعلم علم اليقين أنّ البشريّة بحاجة ماسّة إليه. فكان يتوق إذًا إلى المجيء إلى الأرض ليخلّص النّفوس ؛ لكنّه لم يعجّل الأمور. فأتى لمّا حانت ساعته، كما يأتي إلى العالم البشر الآخرون. منذ الحبل به حتّى ولادته،لم يلحظ أحد هذه المعجزة - عدا القدّيس يوسف والقدّيسة أليصابات - : ألله آت ليقيم بين بني البشر.

عظمة طفل هو إله: أبوه هو الله، خالق السّماء والأرض، وهو، هنا في إسطبل، لأنّه لم يكن لسيّد الخليقة مكان على الأرض آخر.

"عندما يمر المسيح"- رقم 18

درب الإيمان هي درب تضحيات. فالدّعوة المسيحيّة لا تبدّل مكاننا، لكنّها تُلزم بأن نتخلّى عن كلّ ما يعترض مشيئة الله. والنّور الّذي يضيء ليس سوى بداية؛ ينبغي أن نتبعه إذا أردنا أن يكون هذا النّور نجمًا ثمّ شمسًا. "عندما كان المجوس في بلاد فارس- كتب القدّيس يوحنّا فم الذّهب - لم يروا سوى نجم ؛ لكن، عندما تركوا بلادهم، رأوا شمس العدل نفسه. لذا نستطيع القول بأنّهم لما استطاعوا متابعة رؤية النّجم لو لبثوا في بلادهم. لنهرع إذًا، نحن أيضًا ولو مانعنا الجميع، فلنسرع إلى منـزل ذاك الطّفل".

"عندما يمر المسيح" – رقم 33

لأجل اسمك...

بأيّة لطافة يدعونا بـها الرّبّ!

إنّه يعبّر بكلام بشريّ، مثل عاشق: "دعوتك باسمك... إنّك لي". ألله الّذي هو البهاء، والعظمة، والحكمة، يعلن لنا بأنّنا له، وبأنّه اختارنا كغاية لحبّه اللاّمحدود. أيّة حياة إيمانيّة ينبغي أن نحيا لئلاّ نفسد هذه المعجزة الآية الّتي وضعتها العناية الإلـهيّة بين أيدينا! إيمان كإيمان الملوك المجوس: ألإقتناع بأنّ لا الصّحراء، ولا العواصف، ولا سكينة الواحات، ستثنينا عن الوصول إلى بيت لحم الأبديّة تلك، الّتي هي الحياة النّهائيّة مع اللّه.

"عندما يمر المسيح" – رقم 32