ثمار جهود الجميع

يمكن للناس المساهمة بتطوير المجتمع من خلال العمل اليومي الذي، وبحسب القديس خوسيماريا، لا يشكل فقط حاجة للإنسان، وذلك لكي يؤمن اكتفاءه الذاتي ويساعد عائلته، وليس فقط لغايات إنتاجية، ولا يهدف فقط لتحقيق الذات. إنه أكثر من ذلك بكثير. إنه لقاء شخصي مع الله...

يمكن للناس المساهمة بتطوير المجتمع من خلال العمل اليومي الذي، وبحسب القديس خوسيماريا، لا يشكل فقط حاجة للإنسان، وذلك لكي يؤمن اكتفاءه الذاتي ويساعد عائلته، وليس فقط لغايات إنتاجية، ولا يهدف فقط لتحقيق الذات. إنه أكثر من ذلك بكثير. إنه لقاء شخصي مع الله ووسيلة لخدمة الآخرين. هذه النظرة للعمل قد ألهمت آلاف الرجال والنساء لكي يحولوا عملهم إلى مادة روحية ومادّية.

تحت هذا الحافز، بدأت حول العالم مشاريع مختلفة لتلبية حاجات مختلف البلدان. إنها مشاريع مدنية تهدف لكي يستفيد منها الجميع، من طلاب جامعات وتلامذة، ورجال أعمال، ونساء متزوجات، والمزارعين...إلخ.

وفي ما يلي، بعض الأمثلة عن تلك المشاريع التي كانت مقترحة مباشرة من قبل القديس خوسيماريا أو مستوحاة من تعاليمه:

الفلبين

مركز "دوالتيك" للتدريب، مدرسة للتنشئة المهنية

لمواجهة المشكلتين الأساسيتين في الفلبين، المتمثلتين بنقص اليد العاملة المصنفة وبارتفاع نسبة الفقر، قامت مجموعة من رؤساء الشركات في العاصمة الفليبينة مانيلا عام 1982، بتشجيع من تعاليم القديس خوسيماريا، بوضع خارطة طريق لمشروع مركز "دوالتيك" للتدريب، وهو عبارة عن مدرسة للتنشئة المهنية للشباب - طلاباً، وعمالا وعاطلين عن العمل - قادمين من عائلات ذات دخل متواضع.

www.dualtech.org.ph

أستراليا

كينفال كولدج

تعتبر "كينفال كولدج" أول مدرسة خاصة لتعليم الفندقية في استراليا. وعملت هذه المدرسة منذ بدء التعليم فيها، عام 1970، على تحسين نوعية خدمة الإستقبالات، ساعية للمساهمة بجعل المجتمعات أكثر انسانية وأكثر مسيحيّة.

www.kenvale.edu.au

الولايات المتحدة الأميركية

مركز "ميدتاون" للثقافة والرياضة

فتح مركز "ميدتاون" أبوابه عام 1965 في الجهة الغربية للعاصمة الأميركية شيكاغو، في أحد الأحياء الشعبية التي يسكنها مهاجرون من أصول إيطالية ومكسيكية.

في البداية، كان هذا المركز مخصص لإعطاء بعض الدروس وللقيام ببعض النشاطات لشباب ذلك الشارع، وشيئا فشيئاً، تمكن هذا المركز من الوصول لهدفه الأساسي: استكمال التعليم الذي يتلقاه الفتيان في المدارس والعمل على تطوير شخصيتهم، وكل هذا بفضل برامج تنشئة مدرسية، انسانية، روحية ورياضية، التي تعوض عن النقص الموجود في المحيط الإجتماعي.

عندما بدأت الفكرة، طلب الفريق المروج لها من حبرية "عمل الله" تأمين الإرشاد المسيحي في المركز.

برامج "ميدتاون" لديها هدفين: الأول، تحضير الشباب للدخول الى الجامعة، ومساعدتهم للإندماج بشكل جيد في عائلاتهم، والثاني أن يصبحوا مواطنين مسؤولين وحاضرين لخدمة الآخرين.

www.midtown-metro.org

تشيلي

نوسيدال. تعليم مدرسي في إحدى البلدات الأكثر فقراً من سانتياغو.

تستقبل مدرسة "نوسيدال" للتعليم التقني للصفوف الابتدائية والثانوية، الواقعة في "لا بينتانا"، الأولاد والمراهقين القادمين من أحد الأحياء الأكثر حرمانا في تشيلي، والتي تعرف خطراً اجتماعياً مرتفعاً وحيث تقل فرص الخروج منها إلى أحياء أخرى.

ابتداءاً من الصف الابتدائي الثامن يخضع الفتية لتدريب نظري وعملي متخصص بالالكترونيات وعلم المواصلات التي تؤدي الى اكتساب شهادة مهنية. تشكل هذه المدرسة الفرصة الوحيدة لغالبية هؤلاء الفتية، وتعمل بدورها بشكل متداول مع عالم العمل ومع تدريبات في شركات متخصصة في مجالي الصناعة والخدمات. وهذا الاعداد المهني مهم جدا لـ"نوسيدال" التي تهدف الى تركيز التدريب على التعليم المهني وعلى انماء القيم الانسانية التي ستجعل من المتعلمين فيما بعد آباء صالحين. وتسمح هذه العلاقة المتينة القائمة بين المعلمين واهالي الطلاب بالاستفادة من التنشئة المسيحية في "نوسيدال".

اسبانيا

مدرسة "كسالوك" المهنية

تقع كسالوك بالقرب من برشلونا في "هوسبيتاليت دي لوبريغات".

فتحت المدرسة أبوابها عام 1964 مع بداية فترة الهجرة التي خلقت حاجات كبيرة في مجال التعليم.

وفي أثناء هذه الفترة المعقدة اعتقد المؤسسون، أنه ما من وسيلة للترقية الاجتماعية عند العائلات، أفضل من تقديم التعليم الممتاز لأولادهم. وتبلور التدريب بشكل دائم حول حاجات سوق العمل وتطور النظام التعليمي. أمّا اليوم فمن الممكن أن يتسجل الأولاد في الحضانة وفي الأول ابتدائي حتى الخامس إبتدائي ويخضعون لدراسة المرحلة الثانوية أي من الأول ثانوي حتى السنة النهائية بالاضافة الى خيار سنة نهائية عالمية ويأتي من بعدها سنتي تدريس تحضيريتين في كافة مستويات التعليم المحترف.

برازيل

مركز "مورو فيلهو"، تنشئة مهنية للمرأة البرازيلية

فتح مركز "مورو فيلهو" أبوابه عام 1969 بورشات حرفية وخياطة وطهي في حي محروم من ضواحي "ساوباولو".

خلال هذه الورشات، يتم تعليم حياكة سجاد من صوف وقشّ. مارست نساء الحي هذا النشاط فاستطعن تحقيقه في منزلهن من دون أن تتأخرن عن تلبية حاجات أولادهن وكنّ تساهمن بمدخول المنزل عبر بيع منتجاتهن. واستفادات أكثر من 2500 أم من هذه المبيعات خلال السنوات العشرة الأولى، وبعد ذلك توسعت دائرة النشاطات.

أمّا المدرسة فتؤمن حالياً التدريب المحترف للفتيات في مجال الأمانة العامة والادارة والتسويق المعلوماتي وعمل الفنادق. استطاع القديس خوسيماريا شخصياً زيارة المركز خلال مكوثه في البرازيل عام 1974.