المنتسبين والمعاونين

الذي يطلب الإنتساب لجمعية الصليب المقدس الكهنوتية، يقوم بذلك بقناعة من يعرف ذاته مدعواً من الله للتفتيش عن القداسة في قلب العالم وفق روحانية الـ"أوبس داي".

فالدعوة هي ذاتها لكل المنتسبين، والإصرار للتفتيش عن القداسة عليه أن يكون هو ذاته أيضاً. لا يوجد إذاً مستويات مختلفة للإنتساب، إنما ظروف مختلفة تتجلى في الإستعداد للمشاركة والمساهمة في نشاطات الجمعية.

- الأعضاء ´´النومرير (numéraires)وكوئدجوتر (coadjuteurs) هم من العلمانيين المنتسبين أساساً إلى الحبرية، والذين بعد تلقيهم التحضير اللازم، يرتسمون ككهنة. وهم ينضمون إلى جمعية الصليب المقدس الكهنوتية منذ لحظة رسامتهم كشمامسة.

- الإنتساب كـسورنومرير(surnuméraires)أو أغريجي (agrégés)، يعود للكهنة المنتسبين أساساً إلى الأبرشيات المختلفة. وتختلف وفقاً لإمكانية مشاركتهم مع الجمعية (خصوصاً لناحية المساعدة الروحية لسائر الكهنة الأبرشيين)، بالتوافق مع ظروفهم الشخصية والصحية، وانشغالاتهم الرعوية والتزاماتهم العائلية...إلخ.

هؤلاء الكهنة، كما هو منطقي، ينتمون بشكل حصري كلّ إلى أبرشيته الخاصة، وبالتالي، فإنهم لا يصبحون بانتمائهم إلى الجمعية جزءاً من كهنة الحبرية – وهم الكهنة الذين ارتسموا بعد أن كانوا أساساً أعضاءً في الـ"أوبس داي"-، وليس لديهم أي صلة هيكلية في الحبرية وليسوا مرتبطين بأي سلطة كنسية ضمن الـ"أوبس داي".

مع الرئيس العام لجمعية الصليب المقدس الكهنوتية، الذي هو الأب الحبري لـ"عمل الله"، تربطهم علاقة جمعياتية، أي، لا يملك الأب الحبري سلطة تجاه الكهنة الأبرشيين المنتمين للجمعية، بل إن الدور المنوط به هو دور المسؤول عن جمعية للكهنة. لذلك، فإن الكهنة الأبرشيين الذين لديهم الدعوة للعيش وفق روحانية الـ"أوبس داي" تماماً كالمنتمين إلى الحبرية، لا يخضعون بأي شكل من الأشكال إلى سلطة الأب الحبري القضائية.

توجد في جمعية الصليب المقدس الكهنوتية القواعد العادية التي تنظم عمل أي جمعية، وتقضي بالإلتزام وتفعيل المعايير والعادات التي تتعلق فقط بالحياة الروحية. وتبقى العلاقة القانونية والشعورية تجاه الأبرشية التي يتنمون إليها وتجاه سائر الإكليروس قوية، لأن الروحانية التي يكتسبونها عندما يقتربون من الـ"أوبس داي" تدفعهم للتفتيش عن القداسة المسيحية والكمال البشري من خلال السعي بوفاء للقيام بواجباتهم الكهنوتية.

على الذين يطلبون الإنتساب لجمعية الصليب المقدس الكهنوتية أن يفيضوا بحبهم للأبرشية، وبطاعتهم واحترامهم لمطرانها، وبسعيهم لتشجيع الدعوات للمعاهد الإكليريكية ولسائر المؤسسات الكنسية، وبرغبتهم لإتمام واجبهم ككهنة بإتقان. وفي الوقت عينه، عليهم أن يشجعوا، بطريقة إيجابية، الأخوّة بين كل أعضاء الجسم الكهنوتي داخل الأبرشية التي ينتمون إليها، وكذلك، عليهم أيضاً أن يشجعوا على الإتحاد مع مطرانهم وفقاً لما تفرضه الهيكلية الكنسية ومع سائر رعاة الكنيسة، وبشكل خاص، مع الحبر الأعظم.

وهناك أيضاً بعض الكهنة الذين، رغم عدم انتسابهم لجمعية الصليب المقدس الكهنوتية، فإنهم يشاركون في وسائل التنشئة التي تؤمنها ويساهمون في عمل الحبرية والجمعية الرسولي من خلال صلواتهم وعطائهم المادي، وإذا أمكن أيضاً من خلال دورٍ رعوي. ويدعى هؤلاء الكهنة: معاونون.