البابا: مجيئ المسيح بالجسد فعل محبة خاص بالأقانيم الثلاث

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر نهار الأحد 9 كانون الثاني قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

كلمة البابا بندكتوس السادس عشر بمناسبة عيد العماد نهار الأحد 9 كانون الثاني بحسب ما نقله موقع "زينيت".

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

تحتفل الكنيسة اليوم بمعمودية الرب، العيد الذي يختتم زمن الميلاد الليتورجي. بصورة واضحة، يظهر هذا السر في حياة المسيح بأن مجيئه بالجسد هو فعل المحبة السامي الخاص بالأقانيم الإلهية الثلاثة. نستطيع القول انطلاقاً من هذا الحدث المهيب أن عمل الخلق والفداء والتقديس الخاص بالثالوث الكلي القداسة سيكون دوماً أكثر وضوحاً في رسالة يسوع العامة، في تعليمه ومعجزاته وآلامه وموته وقيامته.

وفي الواقع، نقرأ في إنجيل القديس متى "فلما تعمد يسوع، صعد من الماء في الحال، وإذا السماوات قد انفتحت له ورأى روح الله هابطاً ونازلاً عليه كأنه حمامة. وإذا صوت من السماوات يقول: "هذا هو ابني الحبيب، الذي به سررت" (3: 16، 17). "يقيم" الروح القدس في الابن ويشهد لألوهيته، فيما يعبر صوت الآب المنبثق من السماوات عن شركة المحبة. "في ختام مشهد العماد، يُكشف لنا أن يسوع نال "المسح" الحقيقي، أنه المسيح المنتظر" (بندكتس السادس عشر، "يسوع الناصري"، فلاماريون، 2007، ص. 45)، مما يؤكد نبوءة أشعيا "هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي" (أش 42، 1).

إنه حقاً المسيح، ابن العلي الذي بصعوده من مياه نهر الأردن، يؤسس التجدد في الروح ويوفر إمكانية التحول إلى أبناء الله للراغبين في ذلك. ليس من قبيل المصادفة أن يكتسب كل معمد "صفة" الابن انطلاقاً من الاسم المسيحي، مما يعتبر علامة ثابتة بأن الروح القدس يجعل الإنسان يولد "من جديد" من أحشاء الكنيسة.

يقول الطوباوي أنطونيو روسميني أن "المعمَّد يخضع لعملية سرية وإنما قوية يرقى من خلالها إلى الدرجة الفائقة للطبيعة، ويصبح على تواصل مع الله" ("من المبدأ السامي للمنهج، Del principio supremo della metodica، تورينو 1857، رقم 331). كل هذا تحقق مجدداً في هذا الصباح خلال الاحتفال بسر الافخارستيا في كابيلا السيستينا التي منحت فيها سر العماد لـ 21 مولوداً جديداً.

أيها الأحباء، المعمودية هي بداية الحياة الروحية، التي تكتمل بفضل الكنيسة. في الوقت المناسب للسر، فيما تصلي الجماعة الكنسية وتوكل إلى الله طفلاً جديداً، يلتزم الأهل والعرابان بقبول المعمد الجديد ودعمه في التنشئة وفي التربية المسيحية. إنها مسؤولية كبيرة تنتج عن هبة عظيمة! لذلك، أرغب في تشجيع جميع المؤمنين على إعادة اكتشاف جمال التعمد، وإعطاء شهادة سارة عن إيمانهم، لكي يحملوا ثمار الصلاح والوئام.

هذا ما نطلبه بشفاعة الطوباوية مريم العذراء، معونة النصارى، التي نوكل إليها الأهالي الذين يتهيأون لمعمودية أطفالهم، ومعلمي الدين أيضاً. فلتشارك كل الجماعة في فرح التجدد بالماء وبالروح القدس!