الإصلاح الأخوي

الإصلاح الأخوي هو الملاحظة الذي يعطيها المسيحي لقريبه لمساعدته على التقدم في مسيرة القداسة. إنه وسيلة للتطور الروحي ويساهم في معرفة عيوبنا الشخصية التي هي في معظم الأحيان مجهولة من قبلنا بسبب محدوديتنا أو بسبب حبنا لذاتنا الذي يقف حاجزاً أمام رؤيتنا لها. وغالباً ما يكون الإصلاح الأخوي أحد الشروط التي، بمساعدة الله، تساعدنا على مواجهة هذه العيوب، وبالتالي، التقدم في الحياة المسيحية.

هذا الإصلاح الأخوي هو وصية إنجيلية بامتياز. في إطار الخطاب الذي أوصى فيه خدمة الأصغر والمسامحة دون حدود، أوصى يسوع بالقيام به: "ان اخطأ اليك اخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما.ان سمع منك فقد ربحت اخاك".

بدوره، صلّح يسوع أخطاء رسله مراراً، كما تظهر لنا الأناجيل. فقد وبخهم بسبب الغيرة التي أظهروها عندما رأوا أحد الأشخاص يطرد الشياطين باسم المسيح. ووبخ القديس بطرس بشدّة لأن أفكاره أفكار الناس وليست أفكار الله. وأحبط طموح يعقوب ويوحنا غير المنضبط، مظهراً إليهم بعطف أن نظرتهم لملكوت الله خاطئة، مقدراً في الوقت عينه استعدادهم الشجاع لـ"شرب الكأس الذي سيشربه".