عظة الأب الحبري بمناسبة سيامة 31 شماساً

ننقل إليكم العظة التي ألقاها حبر الـ"أوبس داي" المطران خافيير اتشيفاريا في خلال سيامة 31 شمّاساً جديداً في الحبرية، في 29 تشرين الأول 2016، في بازيليك القديس أوجينيوس، روما.

عظة ألقاها مطران "عمل الله" بمناسبة سيامة 31 شماساً جديداً في الحبرية

روما، بازيليك القديس أوجينيوس، 29 تشرين الأول 2016

أبنائي الأعزاء الذين سترسمون شمامسة،

إخوتي وأخواتي الأعزاء

1. يخطر على بالي فرح القديس خوسيماريا العميق بمناسبة هذه السيامات، وفرح الكثيرين من حول العالم، وأودّ أن نتحد أيضاً بصلاتهم السعيدة. لهذا السبب، لقد سمعنا من جديد، بإيمان ثابت وبشكر حنون، تلك الكلمات التي قالها الربّ للنبي إرميا: قبل أن أصورك في البطن عرفتك وقبل أن تخرج من الرحم قدستك وجعلتك نبيا للأمم (إر 1: 5). وتتوجه هذه الكلمات إلى كل واحد منا، نحن المسيحيين، لأن الله قد اختارنا منذ ما قبل إنشاء العالم، وقد دعانا لنتشبه بالمسيح عبر سرّ المعمودية وللسير على خطاه، كعلامة ظاهرة لتجاوبنا مع حبّه الكبير.

شكّلت الدعوة العامة إلى القداسة والبشارة إحدى الثوابت التي عمل على نشرها مؤمني حبرية الـ"أوبس داي" طوال هذه السنوات المنصرمة، رجالاً ونساءً. فالقديس بولس يقول لنا، أننا جميعنا في الكنيسة نشكل جسداً واحداً وروحاً واحدة، كما أنكم دعيتم دعوة رجاؤها واحد (أف 4: 4).

يشترك جميع المسيحيين، أكان من خلال العزوبية الرسولية أو الكهنوت أو الزواج، بدعوة واحدة، شخصية، بحسب المخطط الإلهي لكل واحد منا؛ وجميعنا مدعوون إلى القداسة على حد سواء.

أريد أن أذكّر اليوم أيضاً، بأن سيامة هؤلاء الأعضاء في الحبرية كشمامسة– وككهنة بعد 6 أشهر-، لا تغيّر انتماءهم إلى الـ"أوبس داي". فالسرّ المقدّس يعطيهم بالطبع حالة جديدة من خلال علامة ونعمة السرّ؛ لكن الدعوة للتبشه بالمسيح في الـ"أوبس داي" هي ذاتها، للكهنة وللعلمانيين، من دون أن تمسّ بالطبع الإختلافات المترتّبة عن الحالة الكهنوتية والحالة العلمانية.

2. ردد القديس خوسيماريا من دون كلل أن أعضاء الحبرية الذين يُرسمون بالسرّ المقدّس، لا يقبلونه ظناً منهم أنها وسيلة أكثر فعالية للوصول إلى القداسة. فهم على يقين كامل بأن الدعوة العلمانية هي كاملة بحدّ ذاتها؛ أي، إنها طريق للقداسة المسيحية ولخدمة الكنيسة والنفوس.

لهذا السبب، أتوجّه إليكم أيها الشمامسة الذين سترسمون بعد قليل، وأذكّركم بما قاله رسول الأمم: أن تسيروا سيرة تليق بالدعوة التي دعيتم إليها، سيرة ملؤها التواضع والوداعة والصبر، محتملين بعضكم بعضا في المحبة (أف 4: 1-2). ففي كل واحد منكم، ستأخذ المحبّة –وهي قلب الفضائل المسيحية النابض-، شكل المحبّة الرعوية والكهنوتية. ويجب أن تشكّل واجباتكم الخاصة – العظة والمشاركة في الليتورجيا وخدمة الآخرين-، مهمّة سخيّة وسعيدة تجاه الجميع، في قلب جسد المسيح السرّي الذي هو الكنيسة.

أمنحكم نصيحة البابا فرنسيس: "اقرأوا وتأملوا بإجتهاد كلمة الربّ لكي تؤمنوا بما قرأتم وتعلّموا ما قد لُقّنتم في الإيمان وتعيشوا وفق ما تعلّمون" (عظة، 26 نيسان 2015). وقوموا بذلك بفرح. وكما يقول القديس بولس، اسعوا دائماً لكي تحملوا في قلبكم مقصد المحافظة على وحدة الروح برباط السلام (أف 4: 3).

3. لا تنسوا أبداً أن كلمات يسوع في الإنجيل الذي قرأناه اليوم في القدّاس تتوجه بشكل مميّز إلى خدّام الأسرار: إن عملتم بما أوصيكم به كنتم أحبائي (يو 15: 14). يا لروعة هذا الوعد الإلهي الموجّه إلى الجميع، والموجّه إليكم! فبمساعدته وبصلاة العديد من الأشخاص، ستجدون أنفسكم أهلاً لهذه الصداقة، متممين وعد المسيح: اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا فتثمروا ويبقى ثمركم (يو 15: 16).

أشكر طبعاً أهالي وإخوة الشمامسة الجدد بعاطفة صادقة، للدور المهمّ الذي لعبتموه في تجاوب أبنائكم مع دعوة الربّ. استمرّوا في الصلاة عن نيّتهم. وأطلب ذلك أيضاً من كل الذين يشاركون في هذا القداس الإحتفالي.

فلنلجأنّ بشكل مميز إلى شفاعة القديسة العذراء، في خلال الأسابيع الأخيرة التي تفصلنا عن نهاية سنة الرحمة، لكي ما تنبت في الكنيسة دعوات كثيرة للكهنوت. نطلب أيضاً، في هذه السنة المقدسة، أن يقترب الكثير من الأشخاص في العالم كلّه من سرّ الإعتراف. ولتحصل لنا أمّنا من ابنها، بالإضافة إلى ذلك، على النعم الغزيرة للبابا وللكاردينال النائب في روما، وللأساقفة ولجميع خدّام البيعة في خدمتهم للأسرار، ولنا جميعاً. آمين.

ليتمجّد يسوع المسيح.