قصص من اليوم العالمي للشباب

مئات آلاف الشباب التقوا في كراكوفيا في الأسبوع الأخير من شهر تموز، وقد أتوا من 4 أقطار العالم للمشاركة مع البابا فرنسيس باليوم العالمي للشباب الـ31. كل واحد منهم لديه قصّته وأحلامه وهمومه... ننقل إليكم بعض قصص هؤلاء الشباب.

نص وصور اسماييل مارتينيس سانشيز.

غيّارمو ميخانكوس، 28 سنة (اسبانيا)

غيارمو وبياتريس. يعيش في ميونيخ. صورة: اسماييل مارتينس سانشيز

"كنت أعزف على آلة الإيقاع في فرقة موسيقية مع بعض الأصدقاء خفيةً. هذا بالنسبة إليّ ما يعنيه أن يكون المرء شاباً. كنت أعيش فقط لحفلات أصدقائي الموسيقيّة وكنّا نتمتّع بها في كل عطل نهاية الأسبوع، منجذباً إلى عيش كل ثانية بثانية على المسرح... أنهيت دراسة الهندسة المعماريّة في إشبيلية وهاجرت إلى ميونيخ بحثاً عن عمل. لم أتمكّن من إحضار آلة الإيقاع معي... ولكنني مارست "تكتيك" الصبر، فكافأني الله بعملٍ وبحبيبة. لقد ساعدني كل من عملي وحبيبتي على التعرّف على ذاتي أكثر: بياتريس، حبيبتي، تعرف سيّئاتي وتساعدني على تحمّل الصعوبات، ومديري يشجّعني على إعطاء أفضل ما لديّ.

أنهيت دراسة الهندسة المعماريّة في إشبيلية وهاجرت إلى ميونيخ بحثاً عن عمل. لم أتمكّن من إحضار آلة الإيقاع معي... ولكنني مارست "تكتيك" الصبر، فكافأني الله بعملٍ وبحبيبة.

أكثر ما يعجبني في البابا فرنسيس هو "صبره" أمام مشاكل العالم. لا أدري إذا ما سأقوله مناسبٌ لاهوتياً ولكنني أحبّ "صبره" أمام عدم مثاليّة الحياة. دعني أشرح لك: أعتقد أنه يمكن للبابا أن يتعب أمام أخطاء الآخرين - أو أمام ما يراه أشخاص آخرين في الكنيسة-، ولكنّه واقعيّ ولديه حسّ إيجابي، دون أن يكون كالعرّافين أو كالمتشائمين وهو يجعلني أشعر بتحدّي عيش حياة بسيطة، من دون أوجهٍ عدّة. وبالإضافة إلى ذلك، يقوم أولاً بالنظر إلى ذاته، معترفاً بأخطائه ومن ثم، يطلب الرحمة للآخرين. إنه شخص أصيلٌ جداً.

أكثر ما يعجبني في البابا فرنسيس هو "صبره" أمام مشاكل العالم. لا أدري إذا ما سأقوله مناسبٌ لاهوتياً ولكنني أحبّ "صبره" أمام عدم مثاليّة الحياة.

أنا معجب بأصالة وصبر البابا أمام عدم الكمال الإنساني- تماماً كما تفاجئني حبيبتي كل يوم-... نعم، في عالم غير كامل، أحب الأشخاص غير الكاملين المتمتّعين بالصبر أمام الأمور غير الكاملة.

هذا ما يجذبني في فرانسيسكو ولذلك أتيت إلى كراكوفيا. سأصل بالسيّارة في اليوم الأخير للإنضمام إلى كاثوليك آخرين عاديين، يفتّشون عن علاقة حقيقيّة مع الله من دون أن يظنّوا أنهم كاملين أو أنهم محضّرين بما فيه الكفاية لا بل أكثر من كفاية لذلك. ليس لديّ مالٌ كثير -أدّخر لشراء آلة إيقاع- ولكنني سأكون السبت في بولندا مع البابا. فقد حان الوقت لنوع آخر من الأنغام الجديدة".

هيلدا، 27 سنة (هونغ كونغ)

هيلدا تأمل أن تحصل في الأيام العالمية للشباب على القوة الفكرية والروحية لعملها التطوعي. صورة: اسماييل مارتينيس سانشيز

"أعمل في شركة محاسبة في "هونغ كونغ" منذ بضعة سنوات. لم يكن لديّ أي حلمٍ سوى عيش كل يوم بيومه وإعطاء كل يومٍ معنى براغماتياً لكي أحصل على مستقبلٍ جيّد.

في محيطي المهني، نحن الشباب، نمضي وقتاً طويلاً لشراء "مركزنا الإقتصادي"، لذلك كنت أشعر بالحزن كل صباح عندما كنت أجد شباباً على الطريق، قد تركوا دراستهم وباتوا يشحذون.

قبل توجهي إلى الأيام العالمية للشباب في كراكوفيا، قررت أن أتخذ استراحة في حياتي لأكرّس وقتي لتعليم وتوجيه شباب الشارع

فقبل توجهي إلى الأيام العالمية للشباب في كراكوفيا، قررت أن أتخذ استراحة في حياتي لأكرّس وقتي لتعليم وتوجيه شباب الشارع، كمتطوّعة في إحدى الأحياء المتواضعة في "هونغ كونغ". سأحبّ التعليم جداً، رغم أنني على علمٍ -كوني واقعية-، بأنني سأرى الكثير من العذاب...

أتمنى أن أجد في كراكوفيا القوّة الفكرية والروحية من أجل القيام بهذا العمل على نحوٍ جيّد. لدي شقيقة واحدة ولكن، لديّ 10 خالٍ وخالة، وأظنّ أنّ هذا التأثير العائلي قد أيقظ فيّ حسّ مساعدة الآخرين".

باتريسيا تيفاغا، 20 سنة (نيو زيلاند)

باتريسيا تدرس علم الجريمة في أوكلاند. تتلقى التنشئة المسيحية في "فيلق مريم" الذي أسسه القديس منصور دي بول.صورة: اسماييل مارتينيس سانشيز.

"أعشق علم الجريمة. في خلال السنة والنصف الماضية، درست بعض المواد المتعلّقة بمستقبلي كمحققة. اللافت للنظر أنه، ومن خلال دراستي، رأيت عدداً من الجثث، وبتّ أفكّر دائماً بأن الأمر الأكثر أهميّة في النهاية، هو الوصول إلى السماء...

ليست الجثث الأمر الوحيد الذي أراه... أرى أيضاً، وأقرأ الإنجيل

نعم، ليست الجثث الأمر الوحيد الذي أراه... أرى أيضاً، وأقرأ الإنجيل. أفعل ما بوسعي بفضل التنشئة التي أتلقاها في "فيلق مريم"، الذي أسسها القديس منصور دي بول.

أعيش في أوكلاند، عاصمة "نيو زيلاند"، بلد الـ"روغبي" والمراكب الشراعية. لقد نقل أهلي الإيمان إليّ في عائلة كبيرة مؤلّفة من 8 إخوة. صحيحٌ أنه، عندما تكون شاباً، لا تحبّ دائماً أن تفعل ما يقوله الآخرون، ولكن مع الوقت، تبدأ بالتفكير بأن النصائح العائلية لا تهدف إلى قطع رأسك بل لملئه بالـ"سماد"، لكي تنمو فيه الأفكار الجيّدة. الأفكار التي تُرافَق بأعمال جيّدة. لكي يكون الحصاد في حياتك أفضل.

أشعر أن الأفكار في رأسي باتت تترسخ في قلبي، بفضل رؤية البابا عن كثب

الآن، عن عمر الـ20 سنة، أساعد أكثر وأزور المرضى شهرياً برفقة كهنة رعيّتي. وكمتطوّعة في الأيام العالمية للشباب -رغم أنني أمضيت 35 ساعة في السفر قبل أن تحطّ طائرتي في كراكوفيا بعد 3 رحلات جويّة-، أشعر أن الأفكار في رأسي باتت تترسخ في قلبي، بفضل رؤية البابا عن كثب".

داميان كوسيكي، 23 سنة (بولندا)

داميان وباولينا. يطلب الصلاة عن نيّة والده لأنه يعاني من سرطان متقدّم. صورة: اسماييل مارتينيس سانشيز.

"اسمي داميان وقد ألّفت فرقة موسيقى "الريغي" مع صديق إسباني في تشيشين، حيث أعزف على الآلات الإيقاعيّة. في الواقع، لقد فكّرت جدياً بدراسة علم الموسيقى بعد المدرسة، ولكنني في النهاية قررت دراسة اللاهوت. وها إنني في طور التخصص: أصبحت في السنة الخامسة من دراساتي اللاهوتية لكي أصبح أستاذ تعليم الدين.

فكّرت جدياً بدراسة علم الموسيقى بعد المدرسة، ولكنني في النهاية قررت دراسة اللاهوت.

السبب الذي دفعني إلى هذا الخيار هو أن الله كان دائماً موجوداً في حياتي. عندما كانت أمّي حاملاً، تمزّقت المشيمة وكان محكوم عليّ بالموت. إلا أن أمّي ولدتني دون مشاكل وكان وضعي ممتازاً، باستثناء أنني اليوم شخصٌ خجول جداً.

لم أكن متأكداً من وجوب مجيئي إلى كراكوفيا إلاّ أن حبيبتي بولينا أقنعتني وأعطتني بذلك فرصة عيش ثاني أكبر أفراح هذا الشهر. الفرح الأكبر كان قبولها بالزواج منّي، وسنتزوّج في أيّار 2017.

اليوم هو يومٌ حزين في منزلي إذ إنني قد تلقيّت اتصالاً هاتفياً يؤكد لي أن والدي يعاني من سرطان متقدّم، ورغم أنني لا أفقد الرجاء، إلا أنني بحاجة إلى الصلوات

إلاّ أن اليوم هو يومٌ حزين في منزلي إذ إنني قد تلقيّت اتصالاً هاتفياً يؤكد لي أن والدي يعاني من سرطان متقدّم، ورغم أنني لا أفقد الرجاء، إلا أنني بحاجة إلى الصلوات من أجل اليوم الذي سأصل فيه إلى تشيشين. أودّ أن أشعر بشركة القديسين... شكراً لصلواتك".

توماس أوميونو، كاهن، 31 سنة (نيجيريا)

Thomas, nigeriano, agradece a san Juan Pablo II su vocación sacerdotal. Fotografía: Ismael Martínez Sánchez.

"أعيش في "أبوجا" عاصمة نيجيريا، وكنت أحلم بزيارة بلد البابا البولندي منذ اليوم الذي زار فيه يوحنا بولس الثاني نيجيريا في بداية الثمانينات. في ذلك الحين، وضع أهلي، - وهم كاثوليك-، صورةً للبابا في المنزل. كنت أنظر إليه في زاوية الغرفة وبفضل مثله الصالح قررت أن أصبح طالب كهنوت.

"-كيف تقوم بهذا يا رب؟ أريد أن أقدّم ذاتي لك وأنت ترسل إليّ هذه التجربة...".

مرض والدي في السنة الأولى من دراستي. عدت إلى المنزل لزيارته، فاقترح عليّ أهلي، وهم مسيحيون صالحون، فكرة العودة إلى البيت وترك الكهنوت. ففكرت: "-كيف تقوم بهذا يا رب؟ أريد أن أقدّم ذاتي لك وأنت ترسل إليّ هذه التجربة...".

أنا الآن كاهن ووالدتي سعيدة جداً بطريقي الكهنوتي الذي أشكر البابا البولندي عليه.

مررت بمرحلة صعبة في حياتي لأن والدي قد توفيّ وبدأت أشعر بشكوكٍ في ما يتعلّق بدعوتي. إلا أن هذه التجربة قد تخطيتها بفضل نعمة الله وبدعم زملائي طلاّب الكهنوت. أنا الآن كاهن ووالدتي سعيدة جداً بطريقي الكهنوتي الذي أشكر البابا البولندي عليه".