الطوباوي ألفارو: السلاح أمام الأوضاع الصعبة... الثقة بالله

هذا ما قاله الطوباوي ألفارو دل بورتيّو لفتاة لبنانية لدى مشاطرة همومها معه بسبب وضع البلاد، عام 1988.

منذ حوالي الـ28 عامًا، تعرّفت الفتاة اللبنانية ناتالي على "عمل الله" (أوبس داي) في فرنسا، وشاركت بلقاء الفصح في روما عام 1988، فتمكّنت من التحدّث إلى الطوباوي ألفارو دل بورتيّو ومشاطرة همومها معه، نظرًا للوضع الصعب الذي كان يواجهه لبنان في تلك الفترة.

وفي إجابة قدّمها الطوباوي ألفارو آنذاك على أسئلتها، وهي إجابة فاعلة إلى هذا اليوم، دعاها إلى ملء قلبها بالرجاء، قائلًا: "في وضعٍ كهذا، ماذا الذي يمكن فعله؟ علينا أن نمتلئ بالرجاء وأن نلجأ إلى العذراء الكلية القداسة، فهي رجاؤنا، كما علينا أن نقنع أنفسنا بأنّ هذه الأوقات هي صالحة جدًا، خاصّةً وأنّها أوقات رديئة". وأضاف: "كلّ شيء بات مقلوبًا رأسًا على عقب: جرائم مريعة تقع في كلّ ساعة، وهي جرائم كان يُعاقب عليها في السابق في كلّ البلدان المثقّفة والمتحضّرة، أمّا الآن، فالأمر لم يعد على هذا النحو. نحن في طور العودة إلى التخلّف وإلى العصور القديمة، حين كانت شريعة الغاب هي الحاكمة: فمَن له القوّة والسُّلطة، هو الذي يحقّ له قتل الجميع".

ومتوجهًا إلى الفتيات الجامعيّات الأخريات اللواتي شاركن مع ناتالي في اللقاء، قال لهنّ: "يا بناتي، الناس يبتعدون عن الله. هذا هو الواقع. لكنّ ربّنا ذو قدرة. علينا إذًا أن نصلّي بثقة أكبر. فالربّ يرغب بأن تكون لنا ردّة فعل، وبأن نتصرّف بشكل أفضل، ملتجئين إليه في كلّ شيء إذ انّه هو قوّتنا. فسيأتي وقتٌ يعيد فيه الرب من جديد النظام إلى العالم وسترجح الكفّة مجددًا إلى ملكوت المسيح، وذلك من خلال رحمته اللامتناهية، وإذا ما دعت الحاجة، من خلال ذراعه القويّ.

وفي ما يتعلّق بلبنان، فأكّد لها الطوباوي دل بورتيّو أنّه يصلّي كثيرًا عن نيّة هذا البلد، مذكّرًا إيّاها بأنّه كانت لمؤسس الـ"أوبس داي" عاطفة خاصّة تجاهه، وأنّه كان يذكره في صلواته. وتابع قائلًا: "المسيحيّة الوفيّة وُجدت في هذا الوطن منذ القرن الأول للكنيسة (...). إنّه وطن شهيد، يتعذّب كثيرًا. وأنا أُصرّ عليك يا ابنتي وأقول لك: ثقي بالله، وسترين كيف أنّ بلدك سيعود ليكون مكانًا للسلام".